العدد 5539
الخميس 14 ديسمبر 2023
banner
هيا بنا نلعب.. ونقرأ
الخميس 14 ديسمبر 2023

أشفق على الزملاء في قسم المحتوى الإلكتروني في مؤسسة “البلاد” الإعلامية، بقيادة الماهر المتمكن سيدعلي المحافظة، المشرف على فريق كفو ونشط، إذ يظلون ساهرين لإنتاج محتوى متميز مهني موضوعي، لكنه مظلوم مقارنة بمحتوى بسيط وسطحي لمدون يحقق عشرات الآلاف من المشاهدات بفيديو غير مهني ولا موضوعي.
أتذكر أنني ظللت طويلاً أحاول أن أنتهز أدنى فرصة وسط انشغالات جمة في طاحونة العمل المستمر، لأقول للزملاء: ما رأيكم في فكرة “هيا بنا نلعب ونقرأ؟”.
تعتمد الفكرة على حقيقة أن الألعاب الإلكترونية التفاعلية هي الأكثر جذبا لعموم مستخدمي الإنترنت، أطفالي ينافسونني في ألعاب إلكترونية تناسب أعمارنا، رغم الفارق الهائل في الأعمار.
وبناء على تلك الحقيقة، فكرت، لماذا لا نجعل قراءة موضوع ما، عبارة عن لعبة نستدرج بها القارئ لمتابعة القراءة؟
 فمثلا: في تحقيق مهم أنجزه الزميل النشيط الشغوف سعيد محمد عن العمالة في الشركات الخاصة بالبحرين، لماذا لا نجعل القارئ شريكا في التحقيق، بأن نضعه مكان أحد العمال في لعبة البحث عن عمل، ثم كيفية التعامل مع رؤسائه وزملائه، وكيف يساعدهم في المأزق الذي نصممه للقارئ ـ ضمن اللعبة ـ لكي يخرج منه؟
بناء على سلوك القارئ في اللعبة، نمنحه نجمة مثلا، أو نقطة، يجري تسجيلها في سجله، ثم يمضي في القراءة لنضعه بعد عدة فقرات أمام عدة اختيارات، كلها صحيحة، لو نجح في الخروج منها باللعبة لكي نعطيه نقطة أخرى لاختيار الحل الأفضل، وفي النهاية، يكون لدى القارئ الذي أكمل القراءة للنهاية ـ محققا أعلى نقاط ـ كوبون خصم للشراء من أحد شركاء المؤسسة المعلنين فيها، رعاة الصفحة المنشور بها التحقيق.
مرة أنجز الزميل علي الفردان تحقيقا معمقا عن “بزنس” العمالة المنزلية (خدم المنازل)، ومشكلات بعض الأسر في هذا الموضوع، وبالطبع مع أهميته، لن يقرأه إلا بعض المعنيين.
طيب.. ماذا لو أشركنا القارئ في لعبة طريفة مماثلة بالطريقة السابقة؟

مثلا: نضعه مكان رب أسرة في لعبة البحث عن خادم، وفي فقرة لاحقة، نضع القارئ ـ اللاعب ـ مكان العامل، وما الذي كان يمكنه هنا أن يتصرف بشكل أفضل؟ مع إمكانية تصميم أحجية ما لتنفيذ المطلوب منه في وقت أقل وبكفاءة أعلى، على أن تكون الإجابة في فقرة لاحقة لو أكمل القراءة.
في منتدى الإعلام الذي انعقد بالقاهرة قبل أيام، نوقشت أفكار شبيهة بتلك التي ذكرتها؛ سعيا من الحاضرين لإيجاد طرق مبتكرة لجذب الجمهور وزيادة التفاعل مع المحتوى الذي تقدمه المؤسسات الإعلامية، والذي يفتقد معظمه ـ رغم أهميته ـ لعنصر الجاذبية. 
هنا، ورغم نبل مقاصد الحاضرين الرامية لجعل المحتوى أكثر مقروئية، قلت إنه يجب على المؤسسات الإعلامية أن تستخدم العناصر المناسبة لطبيعة القصة والجمهور المستهدف، مع عدم المبالغة في استخدام التلعيب كي لا يستحيل المحتوى إلى لعبة خالصة، وذلك بالتركيز على المحتوى الصحافي، الذي يجب أن يظل محور للقصة الأساس، فلا يجب أن ننسى أن التلعيب، هو في النهاية، مجرد أداة مساعدة لتحقيق ذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .