+A
A-

صدور كتاب " الاستشراق الطليعي في أدب رحلات"

يقدم الكتاب الصادر عن المركز القومي للترجمة بعنوان "الاستشراق الطليعي.. الآخر الشرقي في أدب رحلات القرن العشرين سرداً وشعراً" رؤية مؤلفه ديفيد ليهاردي سويت وهو من تلاميذ إدوارد سعيد، لجانب آخر من عالم الاستشراق، ربما يستكمل به رؤية سعيد، وذلك الجانب يتعلق بهؤلاء الطليعيين، أو بالبعض منهم، الذين يخرجون على المعتاد أو السائد، بحثاً عن الجديد والغريب، فيرفضون السلطة الاستعمارية، غير أنهم في الوقت نفسه، بصورة أو بأخرى، يدعمونها، ويستفيدون من انتمائهم إلى القوى الإمبريالية نفسها، التي يثورون عليها.

كما أن منهم من يثور على السلطة لصالح ضحاياها ثم يثور على الضحايا أيضاً حين ينتصرون، فهو ليس المناضل التقليدي الذي يعلي من شأن قيم إيجابية معينة، وكما يقول مترجم الكتاب علي الغفاري: هل كانت نظرة الطليعيين بأفكارهم عن الحرية، والجديد والخروج على التقاليد، إلى الشرق أفضل من رؤية الكلاسيكيين، أم كانت أكثر سوءاً ودونية، وانكفأت على الاهتمام بالذاتية لبعض كتابها، بصورة تجعلنا نراجع إعجابنا بأدباء نالوا شهرة وتقديراً هائلين ربما لا يستحقونهما.

لماذا أدب الرحلات الطليعي؟ ولماذا رحلات إلى ما يسمى الشرق؟، بالتأكيد لكل من إفريقيا ومنطقة جنوب المحيط الهادي والأمريكتين قدرة أفضل على جذب من يريد أن يستكشف مناطق غير معروفة بسبب تاريخ تلك المناطق، إذ وصفت بالمساحات غير المعروفة، التي يسكنها بدائيون يحتاجون إلى التحضر، من رامبو إلى أرتو وسيلين، يمكن أن نجد وفرة من الأمثلة التي تؤكد مثل هذه الفرضية.