+A
A-

الأحساء بورصة عالمية لـ “البشت”... والبحرينيون يفضلونه

  • الاقتصادي‭ ‬بوحليقة‭:‬الأحساء‭ ‬مركز‭ ‬أجود‭ ‬أنواع‭ ‬البشوت

  • الإعلامي‭ ‬السعودي‭ ‬العامر‭:‬عدد‭ ‬من‭ ‬تجار‭ ‬البشوت‭ ‬البحرينيين‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬المهرجان

قدم مهرجان “البشت الحساوي” محتوى ثقافيا لهذه الصناعة، وجسد أهميتها الحضارية والتاريخية.
وجاء مهرجان البشت الحساوي -الذي اختتم يوم أمس- للاحتفاء بالعناصر المميزة في السعودية، ومنها صناعة البشوت التي تشتهر بها الأحساء، وتعد حِرفة تاريخية تتميز بها، وتتوارثها أسرها منذ القدم.
وقدم المهرجان العديد من الأنشطة، من أبرزها معرض البشت الحساوي المعاصر، وورش عمل تأخذ الزوار في رحلة يتعرفون خلالها على تقنيات صناعة البشت الحساوي وأنواعه والمواد المستخدمة في حياكته وخياطته وأندر أنواعه، كما استعرض المعرض “رحلة البشت” مراسم ارتداء البشت، وأتاح المهرجان للزوار الفرصة للتجول في أركان “معرض الحرفيين”، وخاض الجمهور تجربة تسوق تفاعلية في منطقة “سوق البشوت”.

إحسان بوحليقبورصة للبشت
ومن جهته، قال الاقتصادي السعودي إحسان علي بوحليقة لصحيفة “البلاد” إن الأحساء تعد بورصة عالمية للبشت، مؤكدا النجاح الباهر لمهرجان البشت الحساوي الذي كانت له أصداء في الأحساء والخليج.
وأضاف أن الاهتمام بالمهرجان بدأ من خلال الاهتمام بالجانب الثقافي وإنشاء وزارة الثقافة، فبدأ يبرز الاهتمام بهذا التراث، سواء كان ماديا أو غير مادي، في كثير من جنبات السعودية، وبالتأكيد برز منها البشت الحساوي في محافل عديدة، إلى أن أصبح يقدم كهدايا في المنتديات والمحافل والمؤتمرات، إما كبشت هدية، أو أن تكون هدايا تذكارية مستوحاة من البشت، وكانت إحدى الهدايا التي قدمت كهدايا بقمة العشرين لضيوف المملكة، ولقيت استحسانا كبيرا؛ باعتبارها تراثا أصيلا يمتد عمره إلى مئات السنين.
وأكد أن الأحساء مركز أجود أنواع البشوت، وهي البورصة العالمية للبشت بكل أنواعه، وللأحساء موقع كبير للتسويق وعرض البضائع وتلتقي فيه كل الأسواق من الخليج أو من بقية أنحاء المملكة.
وعند سؤاله عن انتقال صانعي البشوت الحساوي إلى مدينة الدمام، قال إن هناك سوق بشوت في الدمام، ولكن لم ينتقل السوق الفعلي للبشوت من الأحساء.
 وأشار إلى أن كبار التجار وصناع البشوت المهرة هم في الأحساء، ويعرضون بضاعتهم في أسواق الدمام والرياض لتميز البشت الحساوي المصنوع يدويا، لتبقى الأحساء هي أم البشت الحساوي.
وأكد الارتباط الكبير للبحرينيين مع البشت الحساوي.

موروث ثقافي
أحمد العامرمن جانبه، قال الإعلامي السعودي أحمد العامر إن فعاليات مهرجان البشت الحساوي استقطبت شرائح المجتمع من الأسر والعوائل من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج في قلب مدينة الهفوف.
وأشار إلى مشاركة عدد كبير من تجار البشوت في السعودية والبحرين والإمارات وقطر والعراق في صورة معبرة عن أصالة هذا الموروث الثقافي للخليج العربي.
وذكر أن أصل صناعة البشت بالأحساء، ولكن الانتقال لخارج الأحساء كسوق وبيع، أما صناعته فتظل في الأحساء.
وقال إن علاقة البشت الحساوي بالبحرين قديمة، حيث يفضله الكثير من البحرينيين، من مختلف الفئات والأعمار؛ بسبب اختيار “نوع خاص وفاخر” من البشوت خصوصًا للأعياد والمناسبات، ولأن البشت من العادات والتقاليد المتوارثة في البحرين ودول الخليج والدول العربية عمومًا، فإن “كشخة العيد” بالثوب والغترة والبشت تعد مظهرًا له دلالات عدة، أهمها الظهور في حلة بهية، سواء لاستقبال المهنئين أو اللقاءات الرسمية، وكذلك في الأعراض والمناسبات السعيدة.

نوادر 
وأبرز ركن في المهرجان كان “نوادر البشوت” الذي يحظى بإقبال كثيف، ويقدم فيه تجار البشوت في الأحساء، قطعًا نادرة منها بشت بـ “المعلمة”، وهو شبيه بالبشت الذي صنع في الأحساء، وارتداه الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - خلال رحلته إلى بريطانيا العام 1919.
قادة وبشت
ووقف الزوار أمام ركن “قادة وبشت” الذي عرض صورًا شخصية بالبشت للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وأبنائه الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله - رحمهم الله - وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وفي ركن “سوق البشوت” يصطف تجار الأحساء لعرض أنواع وألوان متعددة من البشوت والشالات المصنوعة يدويًّا والأخرى المصنوعة آليًّا.
في حين يجذب ركن الحرف التقليدية الزوار بمنتجاته التقليدية والمصنوعة يدويًّا، ويشارك “بيت الحرفيين” عبر حرف الخرازة وصناعة العقل وثياب النشل والسديري والطواقي.
ويشارك الزوار في ورش عمل المعهد الملكي للفنون التقليدية، ويمارسون تحت إشراف خبراء مختصين، صناعة منتجات مبتكرة ومستوحاة من البشت، منها: ورشة عمل أسورة البشت، وورشة عمل حامل نظارة البشت، وعمل ميدالية البشت، وعمل فاصل كتاب البشت.
ويهدف المعهد من خلال مشاركته في المهرجان، إلى “تعزيز القيمة الثقافية للبشت الحساوي، وخلق الوعي لدى الجمهور المحلي والعالمي، وتعليم الحرفة من خلال حرفيين متخصصين”.

إحياء التراث
ويظهر “البشت” المطرز بخيوط الذهب والفضة كلما حلت المناسبات السعيدة، خصوصاً الأعياد والأعراس وغيرها من المناسبات، بأشكال مختلفة، وهو اللباس الذي يضفي على الرجال أناقةً وجمالاً.
وتعد الأحساء منذ عقود موطناً لصناعة وحياكة البشوت التي تباع بمبالغ باهظة لأنها تحاك يدوياً. ومع ظهور ماكينات التصنيع فإن كلفة صناعة البشوت الحديثة أصبحت أقل، وهذا ما جعل البشت المصنع يدوياً يحتفظ بقيمته مع مرور الزمن.
ومع التطور العمراني والتقدم الحضاري حاول بعض كبار ممتهني صناعة البشوت في الأحساء إيجاد موطئ قدم لهم في مدينة الدمام، أهم مدن المنطقة الشرقية ومركزها الحي والنشط على مدار العام، حيث بدأت عائلات أحسائية نشاطها في نقل هذه المهنة رغبة في المحافظة عليها من الاندثار، وإن بقيت متمركزة في محافظة الأحساء، إلا أن هناك من يرفض هذا الوصف، ويؤكد أن الأحساء هي موطن البشوت، ولا يمكن أن تنتقل إلى مكان آخر مهما اختلفت الظروف.