+A
A-

18 قتيلا على الأقل وحوالى مئة جريح في ضربات روسية على أوكرانيا

ارتفاع حصيلة الضحايا والجرحى وإضافة تأكيد بولندا دخول صاروخ روسي مجالها وتصريح لمسؤول بارز في الامم المتحدة.

شنت روسيا صباح الجمعة سلسلة من الضربات على عدد من المدن الأوكرانية من بينها العاصمة كييف مستخدمة "عددا غير مسبوق من الصواريخ" ما أدى إلى مقتل 18 شخصا على الأقل وجرح 132 آخرين، بحسب السلطات الأوكرانية.

من جهة أخرى، أكّدت بولندا العضو في الحلف الأطلسي أن صاروخا روسيّا دخل مجالها الجوي صباح الجمعة قبل أن يخرج منه نحو أوكرانيا، على ما أعلن الجيش البولندي.

وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش البولندي الجنرال فيسلاف كوكولا "كل شيء يشير إلى أن صاروخا روسيّا دخل المجال الجوي البولندي. رصدناه بالرادار" مضيفا أنه "خرج منه" فورا باتجاه أوكرانيا.

وأعلن الرئيس فولويمير زيلينسكي على منصة إكس "اليوم، استخدمت روسيا كل أنواع الأسلحة تقريبا في ترسانتها".

وأفاد سلاح الجو الأوكراني أنه تم إطلاق 158 صاروخا ومسيرة على أوكرانيا دُمر منها 114.

وقال المتحدث باسم سلاح الجو يوري إيغنات لوكالة فرانس برس إن "هذا أكبر هجوم صاروخي بصورة عامة" باستثناء الأيام الأولى من الحرب التي اندلعت في شباط/فبراير العام الماضي وشهدت ضربات "مستمرة وبلا انقطاع".

وأعلن مساعد الرئيس الأوكراني أندريه يرماك على تلغرام أن الضربات استهدفت "منشآت مدنية ومبان مدنية" مضيفا "نبذل كل ما بوسعنا لتعزيز درعنا الجوي. لكن على العالم أن يرى أننا بحاجة إلى المزيد من الدعم والقوة لوقف هذا الإرهاب".

كما كتبت السفيرة الأميركية لدى كييف بريدجيت برينك على موقع إكس "تحتاج أوكرانيا إلى التمويل الآن لمواصلة النضال للتحرر من هذا الرعب في 2024".

وأفرجت واشنطن الأربعاء عن الحزمة الأخيرة من المساعدات العسكرية التي أقرها الكونغرس لكييف.

وأعلن الجيش الروسي الجمعة أنه أصاب كافة أهدافه في عشرات الهجمات التي شنها على أوكرانيا في الفترة من 23 إلى 29 كانون الأول/ديسمبر.

واقع مروع

نددت موفدة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى أوكرانيا دينيز براون بالهجمات الأخيرة وقالت "بالنسبة للشعب الأوكراني فإن هذا مثال آخر غير مقبول على الواقع المروع الذي يواجهه والذي جعل 2023 عاما آخر من المعاناة الهائلة".

كما دانت فرنسا بـ"أشد درجات الحزم إستراتيجية الرعب" فيما رأى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن هذه الضربات تثبت أن الرئيس فلاديمير بوتين "لن يتراجع أمام شيء".

وندد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالضربات الروسية "الجبانة".

وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة عن "صدمته" حيال موجة الضربات الروسية الجديدة على أوكرانيا، داعيا موسكو إلى وقف هجماتها "فوراً".

وقال تورك في بيان "شعرت بصدمة حيال سلسلة الهجمات الجديدة المنسقة والواسعة النطاق بالصواريخ والطائرات المسيرة"، داعياً روسيا إلى "وقف هذه الهجمات فورا واحترام القوانين الدولية المتعلّقة بالنزاعات".

وجاءت الضربات الليلة بعد أيام على استهداف أوكرانيا سفينة حربية روسية في مرفأ فيودوسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.

في كييف حيث "تم تفعيل الدفاعات الجوية بشكل مكثف" بحسب رئيس البلدية فيتالي كليتشكو، أفاد مراسلو وكالة فرانس برس بسماع دوي انفجارات قوية في ساعات مبكرة من الجمعة.

في منطقة بوديل الواقعة شمال العاصمة اندلعت النيران في مستودع مساحته قرابة 3000 متر مربع فيما انهمك رجال الإطفاء في إخماد النيران.

كما لحقت أضرار بمحطة مترو تُستخدم ملجأ من الغارات الجوية.

وبحسب السلطات، قُتل شخصان في العاصمة. كما قتل خمسة أشخاص على الأقل في منطقة دنيبروبتروفسك (وسط شرق)، واثنان في أوديسا (جنوب)، وسقط قتيل في كل من لفيف (غرب) وزابوريجيا (جنوب) وخاركيف (شمال شرق).

وقالت وزارة الصحة إن "أضرارا بالغة" لحقت بمستشفى توليد في دنيبرو،  لكن المرضى والموظفين تمكنوا من الاحتماء في الوقت المناسب. كما أصيب مركز تجاري واشتعلت فيه النيران في المدينة.

روسيا تتكبد "خسائر فادحة"

أكد مسؤول كبير في الجيش الألماني في مقابلة نُشرت الجمعة، أنّ روسيا تكبّدت خسائر "فادحة" في الرجال والعتاد في حربها في أوكرانيا، مضيفاً أنّ جيشها سيخرج "أضعف" من الصراع.

وقال الجنرال كريستيان فرودينغ، الذي يشرف على دعم كييف داخل الجيش الألماني، لصحيفة "سودويتشه تسايتونغ" الألمانية، "أنتم تعلمون، وفقاً لأرقام أجهزة الاستخبارات الغربية، أنّ 300 ألف جندي روسي قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة، لدرجة أنّه لم يعد بإمكانهم المشاركة في الحرب".

وأكد الجنرال، الذي يعدّ أيضاً أحد المستشارين الرئيسيين لوزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريس، تقييماً لأجهزة الاستخبارات الأميركية سُرّب في 12 كانون الأول/ديسمبر، يفيد بأنّ 315 ألف جندي روسي أصيبوا أو قُتلوا منذ بداية غزو أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.

ورأى في نفس الوقت إن روسيا أظهرت "قدرة على المقاومة" أكبر ممّا قدّرت الدول الغربية في بداية الحرب.

وقال "ربما لم نر، أو لم نرغب في أن نرى أنّهم قادرون على الاستمرار في الحصول على الإمدادات من حلفاء".