+A
A-

للقراءة: "الأعمال القصصية" لخورخي لويس بورخيس

عالم بورخيس غالبا ما يستعاد مع كل نصّ يقرأ له، فغالبا ما يعود قارئه إلى تذكّر أوّل ما قرأه له، وهو أوّل ما فتنه، ليجد نفسه في عالم بورخيس، وجوّه الغريب حتى الجنون، كما في النصّ الذي أثبته له ميشال فوكو في مطلع أحد كتبه حول أنواع الحيوانات حسب تصنيف دائرة معارف صينية مجهولة. إنه عالم بورخيس المشبع بالغرابة، تلك الغرابة المتوقّعة ابتداء من السطر الأول، والمصحوبة على الدوام بالسخرية المتضمّنة كما بالمعرفة التي بلا حدود. هذا ما يبقى في الذهن من القصص الكثيرة التي يضمّها الكتاب (عالم بورخيس وهو يتسع ويتمدّد) طالما أنه لا يبقى في الذهن عادة من المجموعات القصصية (كل المجموعات القصصية) إلا القليل. ذلك لكونها، بخلاف الروايات، تتفرّق وتتعدّد في عناوينها الكثيرة، حتى ليصعب جمعها في سياق واحد.