+A
A-

الكاتبة زينب الخباز: أعمل اليوم على مشروع كتاب جديد سيتم إطلاقه في 2024م

كل إنسان يعرف ذاته دائمًا ويكتشف ما بداخلها، كل إنسان يعرف موهبته التي أعطاها الله له وقدّره بها، وهذه الكاتبة ليست كاتبة عادية، قلمها مختلف ومميز، قلمها ملهم مع قصص ملهمة للحياة، قلم يروي قصص أبطال ومحاربين جرعات من الأمل والتفاؤل والحياة ترويها الشابة البحرينية زينب محمد الخباز.

عن إصدارها الأول "جُرعات من نور" كلمات وردت من رحم تجارب قاسية اكتنزت فيه معنى الأمل والتفاؤل لمحاربي السرطان بشكلٍ خاص، ولمن يمر بضائقه وصعاب في حياته بشكلٍ عام، وذلك بالتعاون مع خيرية دمستان، وفيما يلي نص الحوار:

1.    عرّفيني قليلًا عن نفسك. 
زينب محمد الخباز، 26 عامًا من العمر، تخرّجت من جامعة البحرين تخصص الإعلام والعلاقات العامة. 

2.    متى بدأتِ في الكتابة؟ 
في الحقيقة، ثمة علاقة نشأت بيني وبين اللغة العربية بشكلٍ عام والكتابة بشكلٍ خاص منذ الصغر، ومن المرحلة الجامعيّة كنت أعدّ بعض الاستطلاعات وأنشرها بين فترةٍ وأخرى عن مختلف المواضيع، ومن هنا كانت نقلتي النوعية في إشباع موهبتي في الكتابة الصحفية خاصةً، كما ساهم حسابي على موقع التواصل "الانستغرام" في تشجيعي على الاستمرار، وأعتقد بأن مواقع التواصل خدمت المبدع في كل المجالات.

3.    متى صدر الكتاب؟ وكيف هي ردّة فعل عائلتكِ عندما تم نشره؟ 
كنت أرى مشاعر الفرح والاعتزاز بنجاحاتي الصغيرة التي سبقت الكتاب وصولًا إلى إصداره في عين أمي، وأحاديث أخوتي، أما عن ردة فعل والدي حين رأى الكتاب بين يديه، قال متسائلًا بنبرةٍ تعلوها الفخر: "يعني الحين كل الناس تجوف اسمش على الكتاب"؟ 

4.    ما الذي دفع بكِ إلى تأليف هذا الكتاب؟ 
في بادئ الأمر كان كتاب جرعات من نور استطلاعًا صحفيًا بعنوان (أبطالٌ قهروا "المرض الخبيث" بالإرادة والعزيمة، رغبت عن طريقه في تقديم استطلاعًا صحفيًا مختلفًا عن زملائي الطلاب، وقد لقى من الإعجاب والانتشار ما يفوق تصوّري. 
إلى أن قررتُ أن أحوله إلى كتاب بفضل فكرةٍ جاء بها د. عدنان بومطيع- أستاذ مساعد في قسم الإعلام/ جامعة البحرين، فكنت أبحث عن المحاربين في كل مكان وأطلب مقابلتهم وأسمع منهم قصصهم ومن ثم أدوّنها، وهذا ما كان عقلي مشغولًا به طوال فترة دراستي. 
فكان الدافع الأمل لكتاب جرعات من نور هو إيمان د. عدنان بومطيع بالفكرة أولًا. 

5.    هل واجهتِ أية صعوبات في بداية مشوارك في الكتابة؟ 
كنت أكتب جرعات من نور بشكلٍ مستمر، أبحث عن المحاربين في كل مكان وأطلب مقابلتهم وأسمع منهم قصصهم ومن ثم أدوّنها، وهذا ما كان عقلي مشغولًا به طوال فترة دراستي، فأنا لم أمتنع عن الكتابة ولم أتوقف، وأستطيع القول بأن ما كنت أسمعه كان يُكتب ويدوّن من تلقائية نفسه لا أنا التي أكتبه.
وقد تكمن الصعوبة في إيصال المشاعر ذاتها التي سمعها الكاتب إلى القارئ، فكنت أقلق ما إذا القارئ سوف يقرأ الكتاب بالشكل الذي سمعته بكل مشاعر الحزن والألم، الرغبة في التحدي والمواجهة، ومن ثم الانتصار. 

6.    فكرة الكتاب صعبة نوعًا ما، كيف كان لقاء كل هؤلاء الأفراد الأقوياء والجلوس والاستماع إلى قصصهم؟ كيف كان الأمر بالنسبة لكِ شخصيًا؟ 
كنت أعرف بشكلٍ جيد مدى صعوبة أن يبوح الانسان عن ذكرياته التي يصحبها الألم والتعب، فكنت أرى الألم حينًا والنجاة حينًا آخر وهم يروون قصصهم بكل تفاصيلها، وكأنهم عادوا بذاكرتهم إلى ذلك الزمن. 
كما كانوا يفصحون عن رغبتهم في أن يكونوا دافعًا لأقرانهم من محاربين السرطان ليكشفوا عن هذه التجربة التي أقول ما يمكن القول عنها "تجربة نجاة"ّ! 

7.    برأيكِ، هل موهبة الكتابة كافية لنجاح الكاتب؟ 
أشعر بأن الموهبة لا تعتبر صعبة المنال، بل هي المكوّن السري لكل شيءٍ ناجح، بل إنها الشغف! فاكتبوا، كررّوا، حاولوا مرة أخرى، قد تفشلوا مرة، ثم تفشلوا بشكلٍ أخف حتى تنجحوا تدريجيًا، فلا يوجد أي جانب من جوانب الفن لا يمكن تعلمه، لكن الأمر يبدأ دائمًا بتعلم الأساسيات. 

8.    أي نوع من الكتب التي تفضلينها؟ التقليدية أو الإلكترونية؟ ولماذا؟ 
في الحقيقة، أنا أفضّل القراءة الورقية إذ أن التجربة مختلفة تمامًا في التعامل مع الورق، كما يقول ماثيو شنيبس أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة Harvard: "يحب بعض الأشخاص تمامًا شكل ورائحة الإحساس الكتاب الذي يُمسك في اليد، وقد لا يرغبون في التخلي عن التجربة الحسيّة للقراءة من كتاب ورقي. 


9.    كيف يمكن دعم الكتّاب الجدد؟ 
أعتقد بأننا نحتاج اليوم إلى جهةٍ ما تحتضن الكاتب، وتساهم في تعزيز وتشجيع الكُتّاب المبتدئين، وعلى أن يحدث ذلك دون شروط، ذلك ما يختصر طريقا طويلا على الكاتب المبتدئ في دمجه مع أقرانه، وإكسابه أهم المعارف في هذا الجانب، فتأخذ بيد الكاتب لتصنعه ومن ثم تقدمه للعالم الخارجي بشكلٍ يضمن تواجده في الساحة الأدبية.

10.    ماذا يمثل الدعم التي تقدّمت بها جمعية دمستان الخيرية للكتاب ونشره؟ 
الدعم التي تقدمت به خيرية دمستان كان دورًا ماديًا في تبنّي الكتاب كتشجيع إلى الفئة الشبابية للمشاركة في العمل التطوعي، كما كان دورًا مساهمًا في نشر الوعي والتثقيف، وهذا هو الدعم الأكبر الذي تقدّمت به الجمعية في إبراز الكتاب وانتشاره بشكلٍ أوسع.

11.    ما هي الحكمة التي تؤمنين بها في حياتك؟ 
دائمًا أؤمن بأنه لا توجد خطوة عملاقة تصل بالإنسان إلى ما يريده، بل أن الأمر يحتاج إلى الكثير من الخطوات الصغيرة لنيل ما يريد. 
12.    هل هناك مشاريع أو خطط مستقبلية؟ 
لأن لكل نجاح بداية طويلة الأمد، ولأن كتاب جرعات من نور هو بداية لن تتبعها نقطة على السطر، فأنا أعمل اليوم على مشروع كتابٍ جديد سيتم إطلاقه بإذن الله في عام 2024م يهتم بمحاربين مرض فقر الدم المنجلي(السكلر)، تتضامن رسالته مع المحاربين بشكلٍ خاص وكل شخص يعاني بشكلٍ عام. 

13.    إلى الأشخاص الذين يعانون من مرض مزمن أو أي شكلٍ من أشكال المرض، هل هناك رسالة تودّين أن توجّهينها لهم؟ خاصةً بعد تجربتكِ مع كل هذه الشخصيات؟ 
أودّ القول إنه حين تخرج من العاصفة لن تعود الشخص نفسه الذي دخلها، ولهذا السبب وحده كانت العاصفة. 
كل الذين عانوا ما عانوه التفتوا في نهاية الأمر أن المرض جاء ليغيّر شخصيتهم إلى الأفضل، ليجعل منهم نسخةً أقوى، ليخلق من ألمهم أملًا ومن ضعفهم انتصارًا.