+A
A-

سفير سيول بالمنامة لـ"البلاد": مليار دولار المبادلات التجارية.. وافتتاح سفارة البحرين في كوريا قريبا

- أعشق "المجبوس".. والانسجام بين أصحاب الديانات المختلفة في المملكة مثير للإعجاب

كشف سفير جمهورية كوريا لدى مملكة البحرين هونسانغ كو لـ "البلاد" عن قرب إنشاء بعثة دبلوماسية للمملكة في كوريا قريبا، مؤكدا أنه دليل على الشراكة القوية بين البلدين، ومؤشرا مهما على التصميم المتبادل على تقوية العلاقات الثنائية.

وأشار في حوار مع الصحيفة إلى أن البحرين تعد مثالا ساطعا لمجتمع شامل متعايش، حيث يمكن للأديان المختلفة أن تزدهر بسلام جنبا إلى جنب، وذكر أن المبادلات التجارية الثنائية تجاوزت رقما قياسيا بلغ مليار دولار في العام 2022.

وعن عدد السياح الكوريين الوافدين على البحرين، أفصح السفير أن عددهم يتراوح بين 8000 إلى 9000 سنويا. وفيما يلي نص الحوار:

- ما أهم الزيارات بين مملكة البحرين وجمهورية كوريا؟ وهل هناك زيارة متوقعة لمسؤول رفيع المستوى في المستقبل؟
قوة العلاقات الكورية البحرينية أدت إلى زيارات رفيعة المستوى بين البلدين وتحقيق علاقات ثنائية أقوى، ومن بين الزيارات الأخيرة زيارة الوفد التجاري البحريني إلى كوريا في شهر مايو الماضي، والتي تم خلالها التوقيع على اتفاقية الخدمات الجوية التي طال انتظارها، مما مهد الطريق للتعاون الثنائي في مجال الطيران.

بالإضافة إلى ذلك، وتحديدا في نوفمبر الماضي، شارك وفد أعمال كوري يضم وكالات حكومية مثل HIRA وKOTRA وشركات التكنولوجيا الرائدة مثل Naver Corp وLG CNS في منتدى الأعمال البحريني الكوري الخامس الذي نظمته السفارة ووزارة التجارة والصناعة ومجلس التنمية الاقتصادية وغرفة تجارة وصناعة البحرين وجمعية الصداقة البحرينية الكورية، مما شكل مناسبة ناجحة لزيادة تعزيز أسس التجارة والاستثمار الثنائي.

وآمل أن تستمر الزيارات والتبادلات المثمرة طوال هذا العام أيضًا، حيث من المتوقع أن يتم افتتاح سفارة البحرين في كوريا.

- ما حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2023؟ وما هي أبرز الصادرات والواردات؟
لم يتم تأكيد أو الإعلان عن الاحصائيات الرسمية للمعدل التجاري الكلي للعام 2023، ولكن نستطيع القول إن العلاقات التجارية الثنائية ثابتة ومتزايدة، حيث تجاوزت رقما قياسيا متمثلا بمليار دولار في العام 2022.

وقد ساهمت واردات كوريا من البحرين بشكل كبير في هذه الزيادة، حيث إن أهم صادرات البحرين إلى كوريا هي (النفتا) والألمنيوم والحديد، فإن أحجام التجارة الثنائية يمكن أن تختلف وفقا لتغيرات أسعارها.

- ما أهم المشاريع التي تقوم بها الشركات الكورية حاليا في البحرين؟
يتمتع كلا البلدين بتاريخ رائع من التعاون، حيث بدأ التعاون الثنائي في قطاع البناء مع الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن في عام 1975.

ولا تزال مشاريع هذا القطاع تلعب دورًا رائدًا في تعاوننا، وكمثال على ذلك تشارك شركة (سامسونج) الهندسية في مشروع تطوير (بابكو) مما يبعث على السرور والافتخار في نفسي، حيث إننا نشهد مشاركة شركة كورية رائدة في أكبر مشروع في تاريخ البحرين.

وتوسع التعاون ليشمل مجموعة متنوعة من المجالات غير البناء والإنشاء، أبرزها "صحتي": والذي هو مشروع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للتأمين الصحي الوطني، و "سجلات"، نظام الترخيص التجاري المتكامل في البحرين، وهما يعدان من بين المشاريع المهمة التي تظهر الشراكة المتنامية.

وأنتهز هذه الفرصة لأؤكد حصول "سجلات" على شهادة التميز في جائزة الحكومة الرقمية لدول مجلس التعاون الخليجي لأفضل خدمة رقمية في ديسمبر الماضي.

- نجحت مملكة البحرين في استضافة “حوار المنامة 2023” الذي عقد في الفترة من 17 إلى 19 نوفمبر بمشاركة وفد من دول مختلفة من بينها كوريا، ما هو انطباعك عن الحدث، والموضوعات المهمة التي تناولتها الجلسات الحوارية؟
لقد كانت المرة الأولى التي أحضر فيها حوار المنامة العام الماضي، وقد ثبت لي أن الحدث أكبر بكثير من توقعاتي، وعلى وجه الخصوص، الكلمة الافتتاحية التي ألقاها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والتي كانت ذات أهمية عميقة فيما يتعلق بالتطورات الإقليمية والدولية الراهنة.

وكان الحوار بمشاركيه من كبار المسؤولين والخبراء في المنطقة وخارجها، بمثابة منصة مفيدة لمعالجة القضايا الأمنية المهمة، والتأكيد على أهمية التعاون الدولي، بما في ذلك الصراع في قطاع غزة، حيث أعرب المتحدثون والمشاركون جميعا عن الحاجة الملحة لإنهاء الصراع وضمان المساعدات الإنسانية.

- لاقت المسلسلات والأغاني الكورية شعبية كبيرة لدى الشعب البحريني، هل هناك نية من السفارة لإبرام اتفاقية مع هيئة الثقافة والسياحة لجلب فنانين كوريين إلى المملكة واستضافة بعض الفعاليات؟

فيما يتعلق بالتعاون في مجال الثقافة والترفيه، الجدير بالإشارة أن هذا الأمر يقع الى حد كبير ضمن اختصاص القطاع الخاص، فمشاركة الحكومة قد تكون محدودة، ومع ذلك، إذا دعت الحاجة، فإن السفارة على استعداد لتسهيل المناقشات بين الجهات الثقافية في مملكة البحرين وشركات الترفيه الكورية.

ويمكن رؤية مثال على تعاون مماثل مع وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية، التي أبرمت مذكرة تفاهم مع شركات الترفيه الكورية البارزة، كـ CJ ENM وSM Entertainment.

ومن خلال هذه الشراكة، يمكننا استكشاف إمكانية إقامة ترتيبات مماثلة بين البحرين وكوريا، على سبيل المثال.

- كم عدد البحرينيين الذين زاروا كوريا في العام الحالي؟ وكم عدد الكوريين الذين زاروا البحرين؟
بناء على البيانات الإحصائية التي قدمتها وزارة العدل، تبين أنه تم تسجيل ما يقارب 700 زائر بحريني إلى كوريا في الفترة من يناير إلى نوفمبر 2023، باستثناء إحصاءات ديسمبر غير المنشورة.

ومن ناحية أخرى، وباستثناء السنوات التي تأثرت بشكل كبير بجائحة كوفيد - 19، فإن ما يقدر بنحو 8000 إلى 9000 كوري يزورون البحرين سنويا.

وتعكس هذه الأرقام الاهتمام المستمر والتبادل المشترك بين البلدين، بالإضافة الى تسليط الضوء على إمكانية زيادة تعميق العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

- في شهر مايو وافق مجلس الوزراء على قرار تشكيل وفد دبلوماسي لمملكة البحرين لدى جمهورية كوريا، ماذا يمثل لكم هذا القرار؟ وكيف ترى أهميته في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين؟
يعد قرار إنشاء بعثة دبلوماسية للمملكة في جمهورية كوريا دليلا على الشراكة القوية بين البلدين، ومؤشرا مهما على التصميم المتبادل على تحقيق المزيد من النمو في العلاقات الثنائية.

وآمل أن أعمل على تعزيز التعاون البناء والمنفعة المتبادلة بين البلدين الصديقين من خلال التواصل الوثيق مع نظيري سفير المملكة لدى كوريا، وأن تكون السفارتان قادرتين على التنسيق لتشجيع المزيد من الزيارات والفعاليات المهمة، وترويج التجارة والاستثمار الثنائي.

- تتمتع البحرين بحرية المعتقد والتعايش السلمي والتسامح الديني، كيف تقرأ هذا المشهد في البحرين؟
البحرين من الأماكن التي تجعل الأجانب يشعرون وكأنهم في وطنهم بعيدا عن موطنهم، والذي مكن هذه الألفة وبلا شك هو كرم الضيافة والانفتاح الذي يتمتع به الشعب البحريني.

إن التعايش ليس فقط بين المساجد، بل يمتد ليشمل المعابد الهندوسية، والكنائس الكاثوليكية، والبروتستانتية، والأرثوذكسية، والمعابد اليهودية، مما يُظهِر انسجاما مثيرا للإعجاب حقا بين المعتقدات المتنوعة.

وتعد البحرين مثالاً ساطعًا لمجتمع شامل، حيث يمكن للأديان المختلفة أن تزدهر بسلام جنبا إلى جنب.

- ما هي الأكلة البحرينية التي أعجبتك؟
أحب الطعام العربي بشكل عام، لكني أحب (المجبوس) بشكل خاص (الدجاج أو لحم الضأن) مزيجها الفريد من التوابل يخلق طعمًا متناغمًا يترك انطباعًا دائمًا.

بالإضافة إلى ذلك، تقدم البحرين وفرة من أطباق المأكولات البحرية اللذيذة المحضرة باستخدام الأسماك من مصادر محلية، والتي أستمتع بها حقًا، فإن تجربة الطهي هنا ممتعة للغاية.

- لو أعطيت الفرصة لإلقاء كلمة للشعب البحريني تروج فيها بشكل مختصر لكوريا، ماذا ستقول؟
لقد أنشأت كوريا والبحرين أساسًا قويًا للتعاون في البنية التحتية والطاقة، وهو أمر معروف، ومع ذلك، فمن المهم تسليط الضوء على أن تعاوننا يمتد إلى ما هو أبعد من هذه القطاعات ليشمل مجالات ذات توجهات مستقبلية، مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية والطاقة الخضراء.

ومن الجدير بالذكر أن كلا البلدين قد أقاما شراكات ناجحة في مشاريع مهمة، مثل "صحتي" و "سجلات"، والآن يشرع البلدان في إجراء مناقشات بشأن التعاون في مجال الطاقة الخضراء.

وبما أن كوريا تمتلك ميزة تنافسية في هذه المجالات، فلدينا إمكانات كبيرة لتعميق علاقاتنا التعاونية في هذه المجالات من أجل إقامة علاقة متبادلة المنفعة.

- هل هناك كلمة أخيرة؟

كوريا والبحرين صديقتان حميمتان منذ ما يقرب من خمسة عقود، فمنذ السبعينات، حيث شهدت علاقتنا الثنائية تحولا مستمرا، وتطورت من التعاون في المقام الأول في قطاع البنية التحتية لتشمل مجالات أكثر ابتكارا وتطلعا إلى الأمام مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية والطاقة الخضراء.

كسفير لجمهورية كوريا، فإن التزامي التام هو الحرص على بناء الجسور التي تقودنا نحو مستقبل أكثر إشراقا لبلدينا.