+A
A-

المسرح أعطى المرأة العربية كل عظمته. وبدورها وهبته عمرها

لقد أعطت المرأة العربية المسرح حياتها، ووهبته عمرها، وما زالت تحب ان تعطيه المزيد. ان خشبة المسرح الرهيبة التي اعتلتها آلاف المرات اخذت منها كل نفس وكيان، وأصبحت الان ومنذ وعيها تعيش لها، وبها وعليها ومنها.

لقد اعطى المسرح المرأة العربية كل عظمته بكل معنى الكلمة، وهاهو الملتقى الفكري بمهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة عشرة التي تستضيفها بغداد يخصص اليوم الخامس لمحور" صورة المرأة في المسرح العربي من يرسمها؟ الجنسوية الإبداعية ضرورة ام تطرف".

في البدء تحدثت في المهاد النظري الدكتورة عواطف نعيم عن المسرح والتجنيس قائلة: المسرح للجميع، ليس للرجال وليس للنساء، يفتح أحضانه لكل عقلية إبداعية تجتهد وتبتكر وتغامر فتغاير ما هو موجود وسائد إلى ما هو حداثوي ومتجدد فضاء المسرح لا يعرف ولا يميز من ينجز فيه إلا من خلال المنجز ذاته حين يقدم فهو ليس حكراً على جنس من دون آخر، بل هو مشرع فضاءاته لكل مغامر وباحث ومفكر سواء أكان ذكراً أم أنثى وعلى كل المستويات في الكتابة والإخراج وفي الأداء والتقنية والقراءة النقدية تقييماً وتقويماً. ليست ثمة فروق وليس ثمة تميز يجعل رجلاً يتفوق على امرأة بل المنجز المقدم هو الفاصل في التقويم والتفاضل ما بين هذا وذاك، المسرح لا يعترف بالتجنيس ولا يميل الى الاحتكار ولا يقبل أو يقنع بالموجود والتقليدي لأنه متجدد وهو أيضاً قادر على التأقلم والتفاعل مع كل العصور والأزمنة والمتغيرات التي تظهر فيها ولاسيما في الابتكارات العلمية والتكنولوجية والتحولات الفكرية والجمالية ونضجها الإنساني وهذا ما منحه خلوده وإستمراره وما جعله ضرورة للمعرفة والتعلم والمتعة، هو المسرح حيث القدرة والموهبة والعقل المتنور هي ما يميز لاعبيه والمتحركين في جوانبه رجالاً ونساءً.

كما شهدت الجلسة الأولى مناقشة المحور الذي حمل عنوان "صورة المرأة في المسرح العربي.. من يرسمها؟ بعنوان فرعي هـو " الجنسوية الإبداعية ضرورة أم تطرف" تحدثت فيها أولاً الدكتورة مروة مهدي من مصر بمداخلة عنوانها "الدراسات المسرحية والخطاب الجندري .. سؤال التركيب والأهمية"  حيث قالت :للوهلة الأولى قد تبدو العلاقة بين الدراسات المسرحية والخطاب الجندري مشوشة نسبيا، ومن اجل تفكيك طبيعة هذه العلاقة المركبة لابد مبدئيا من الفصل بين طبيعة فن المسرح الجندرية منذ نشأته كموضوع وحتى الآن، حيث تتعرض النصوص والعروض المسرحية إلى المساءلات الجندرية بشكل مباشر أو غير مباشر، وبين استخدام الدراسات المسرحية المعاصرة للمناهج والبنيات الجندرية في مجال البحث العلمي والذي يبدو وكأنه مهمش الى حد كبير في خطاب النقد المسرحي.

وفي سياق متصل قالت الفنانة الأردنية مجد القصص أن محاولة رصد صورة المرأة في المسرح العربي تحتاج تضافر جهود من باحثين جادين وللمرأة إسهامات في المسرح اقل من اسهامات الرجل مقارنة بحضورها الإبداعي في حقول أدبية وفنية وإعلامية.

كما تحدثت أيضا في الجلسة الثانية  لينا ابيض من لبنان عن " نحو مسرح مواطن يوقظ انسانيتنا.