+A
A-

للقراءة: كتاب "توقف عن التفكير الزائد"

إذا قمت بتحليل الأحداث الماضية وكنت قلقاً بشأن الأحداث القادمة لدرجة أنك لم تعد قادراً على التركيز في مهمة بسيطة فأنت تفكر بشكل زائد.

" أصبح الكثير منا معتاد على التفكير الزائد لأنه يوهمنا بأننا نفعل شيئاً حيال المشكلة التي نفكر فيها بشكل زائد "
من شبه المستحيل أن تخلص نفسك من التفكير الزائد حتى و ان وضعت خطة محكمة فسوف يستمر عقلك في التفكير إن لم تتخلص من القلق.

بحسب الكتاب هناك  ثلاث طرق فعالة تساعدك على التخفيف من القلق واستعادة السيطرة على عقلك عندما يبدأ بمسابقتك :

الطريقة الأولى : ٥-٤-٣-٢-١ :
هذه الطريقة سوف تصرف انتباهك لفترة كافية من الزمن لتستعيد الشعور بالتحكم ، و يستخدم الأطباء هذه الطريقة لمساعدة المرضى على تجاوز اضطرابات الذعر والهلع.

إليك كيف تعمل طريقة ٥-٤-٣-٢-١ :

عد تنازلياً ببطء من خمسة إلى واحد بينما تعد تنازلياً استخدم كل رقم كإشارة لاستخدام واحدة من حواسك الخمس. فالعدد خمسة يعني أن تنظر إلى خمسة أشياء من حولك و العدد أربعة يعني استمع لأربعة أصوات يمكنك تمييزها العدد ثلاثة يعني أن تشعر بثلاثة أحاسيس.

العدد اثنان يعني استشمام اثنان من الروائح العدد واحد يعني أن تميز مذاق واحد من الأطعمة. تخيل الشعور الواعي و كانه كرة من الإدراك تتحرك دخولاً وخروجاً من جسمك عن طريق فمك.

فعندما تستغرق في التفكير تحوم كرة الإدراك داخل دماغك وترتد في الأنحاء مثل كرة لعبة البينبول بجميع سيناريوهات " ماذا لو " التي تفكر فيها (" ماذا لو حدث هذا ؟ ماذا لو حدث ذلك ؟ ماذا لو قمت بعمل الأشياء و الأمور بطريقة مختلفة ؟").

لو أخذت من وقتك ثانية فقط في ملاحظة التفاصيل الدقيقة لشيء ما في محيطك مثل خطوط و ألوان طاولتك الخشبية فسوف تغادر كرة الإدراك دماغك و تحوم فوق الطاولة.

عند القيام بطريقة ٥-٤-٣-٢-١ سوف تبقي كرة الإدراك خارج رأسك بما يكفي من الوقت لتخفف من قلقك و تستعيد الشعور بالتحكم.

الطريقة الثانية : تجربة الاعتقاد المضاد

خلف كل " حلقة تفكير زائد " هناك اعتقاد يصيبك بالوهن. فمثلاً إذا كان عقلك يسابقك على عرض تقديمي فيجب أن تعتقد أنك غير جاهز و سوف تخفق إخفاقاً كاملاً.

يمكنك إيقاف التفكير الزائد باتباع الخطوات التالية لتتغلب على الاعتقاد المثير للقلق :

1. استوضح الاعتقاد بسؤالك لنفسك " ما الذي يجب أن أعتقده عن نفسي أو عن الآخرين أو عن المستقبل من أجل تبرير قلقي ؟ "

2. أعكس ذلك الاعتقاد لتوجد اعتقاد مضاد. فإذا كنت تعتقد أنك غير جاهز لتقديم هذا العرض فإن الاعتقاد المضاد هو " أنا جاهز تماماً لتقديم هذا العرض ".

3. قم بإجراء تجربة الاعتقاد المضاد عن طريق اختبار قيادة الاعتقاد المضاد اقضي على الأقل دقيقة واحدة تعيش فيها و كان الاعتقاد المضاد صحيح عش الستين ثانية التالية و أنت مؤمن بأنك جاهز كما يجب لعرضك لترى كيف يؤثر ذلك على قلقك.

4. ابحث عن دليل لتدعم اعتقادك الجديد. تأمل في تدريب ما قبل الأداء لتقوي الاعتقاد بأنك جاهز بشكل جيد.
عندما تكتشف دليلاً تدعم به الاعتقاد المضاد سوف تبدأ بالشك في اعتقادك الأصلي و الذي من شأنه أن يخفف من القلق و يهدئ من التفكير الزائد في دماغك..

 

الطريقة الثالثة : تأخير القلق

عندما ينهكني القلق و أجد صعوبة في التركيز على عملي أو الاستمتاع ببعض الوقت مع عائلتي أقوم بإخراج هاتفي و أضبط المنبه على الساعة الثامنة مساءً لتذكيري بموعد مع القلق لمدة ١٥ دقيقة. فعندما يرن المنبه لتذكيري بالموعد عادة ما أنسى ما كنت قلقاً بشأنه.

في معظم الأوقات كل ما تريده مخاوفنا منا هو أن نقر بها فقط. فعندما نحدد وقت من الزمن للمخاوف والقلق نكون قد أقرينا بها و حصرناها بوقت قصير ومحدد لكي لا تتسلل إلى كل ساعات اليوم.

يقول المؤلف " تأجيل القلق و المخاوف هي طريقة مباشرة و فعالة لتعطيل دوامات القلق ، و نادراً ما نستطيع إزالة القلق من حياتنا ، لكننا نستطيع بكل وعي أن نحد من وقت بدايتها و مدتها "