+A
A-

كانو الثقافي ينظم ندوة "اضطراب الهوية عند الأطفال"

نظم مركز عبد الرحمن كانو الثقافي ندوة بعنوان "اضطراب الهوية عند الأطفال " تحدث فيها كل من الدكتورة رنا الصيرفي، الأستاذة انتصار عبدالكريم وأدار الحوار الأستاذ جعفر سلمان. وأشار سلمان أن اضطراب الهوية الجنسية هو خلل نفسي من الواجب معالجته لدى الأبناء حيث تطرقت الندوة للموضوع من الجانب النفسي والاجتماعي، لمحاولة فهم كيف ومتى يحدث، وكيفية اكتشافه مبكرا والتعامل معه كأولياء أمور.  وقد ناقشت الندوة ثلاثة محاور وهي مفهوم اضطراب الهوية الجنسية وأسبابه، كيف ولماذا يحدث وما هو دور الأسرة والمجتمع في حدوث هذا الاضطراب وكيف نحمي أطفالنا منه.

وقد استهلت الدكتورة الصيرفي بأن مفهوم اضطراب الهوية الجنسية يعني أن الطفل يشعر أنه لا ينتمي إلى أبناء جنسه سواء أناث أو ذكور، مما يؤدي بالفرد إلى الاكتئاب والاعتزال وهذا ما يكون اضطراب حقيقي.  كما أشارت إلى أن ما يروج له حاليا في وسائل التواصل الاجتماعي يختزل مفهومه في ترويج الإعلام إلى مفاهيم خاطئة تشجع المراهقين ممن يواجه العديد من التحديات إلى اتجاه منحنى وحلول سريعة وغير واقعية.  ومن الأسباب التي ذكرتها عبدالكريم مما قد يؤدي إلى هذا الاضطراب أن يكون الأبن ولد في عائلة حيث يكون الأبن الوحيد ولا تلاحظ الأسرة اكتساب الأبن لطبع الفتيات وعدم معالجة الأمر في سن مبكر، وقد يكون أحد الأسباب تعرض الابن للتحرش الجنسي وعدم معالجته بشكل سريع في وقت الحادثة بسبب تكتم الطفل مما يؤدي لتكرر الاعتداءات الجنسية والتحرشات تجاهه، فيؤدي لاقتناع الطفل بهذا الميول، ومن الأسباب قد يكون تقمص شخصيات المشاهير من قبل المراهقين، والاعتياد على مشاهدة الأفلام الإباحية التي تدعم هذا السلوك الشاذ فيقتنع الفرد بتجربة الأمر، وقد يكون انحراف أحد أفراد الأسرة من أسباب هذا السلوك، والفراغ الذي يمر فيه المراهق والمستوى المعيشي المنخفض للمراهق الذي يؤدي به لممارسة هذ السلوك للحصول على المردود المادي.

وقد وضحت الصيرفي أن الولد أكثر تأثرا في تشكيل شخصيته من البيئة المحيطة.  وقد ذكرت أن من أهم العوامل التي قد تنذر بالخطر في تكوين شخصية الأبن الطبيعة الحساسة، غياب النموذج الذكوري في الأسرة، التصاق الأبن فقط في الأم وغياب الأب عن الصورة لانشغاله أو لميول الابن الفنية والحساسة، وهذه العوامل قد تؤدي لوجود عامل الخطر.  ومن العوارض التي تنذر بالخطر تجربة الأبن لأمور الفتيات ووجود مشاكل أسرية كقسوة الأب على الأم وتعرضها للتعنيف مما يجعل الأبن يرفض انتمائه للذكور فيؤدي ذلك لاضطراب حقيقي فلا يعرف الفرد انتمائه وهويته. وأشارت عبدالكريم أن رسومات الطفل تمكن من اكتشاف اضطراب الهوية الجنسية وتشخيص الأمر من قبل الاخصائي، كرسمة المدخنة في البيت ورسمة حزام البنطال بشكل مفصل وتكون هذه الرسومات ذات معايير مخصصة يمارسها الإخصائي مع الطفل لمحاولة تشخيص المشاكل. ومن الملاحظ كما أشارت الصيرفي أن البيئة المقيدة لطموح الفتيات قد تؤدي لهذا الاضطراب.  

وفي ختام الندوة أضافت عبدالكريم أن من الأمور المساعدة لحماية الطفل من هذا الاضطراب هو خلق ولي الأمر أدوار ذكورية في البيت لطفله لتعزيز الصفات الذكرية عند الطفل منذ البداية، كما أشارت الصيرفي أن الاهتمام الموجه للأبن أو الأبنة بشكل خاص ومعزز لأهميته يساعد بشكل كبير في الشفاء من هذه الاضطرابات والحوادث.  وقد تم فتح المجال لمداخلات الجمهور في نهاية الأمسية وتم تكريم المشاركين من قبل مجلس إدارة المركز.