العدد 5627
الإثنين 11 مارس 2024
banner
موضوع النسب والنسّابة
الإثنين 11 مارس 2024

من الخطوط الحمراء التي أرى وجوب التوقف عندها، وعدم تجاوزها وعدم التعرض إليها إلا من قبل أهل العلم والاختصاص، هو موضوع (النسب والأنساب/‏‏ أصول الناس وجذورهم). 
إنّ موضوع (انساب العرب) موضوع حساس جدا، ولا يجوز الخوض إلا من قبل أهل العلم  والمعرفة، المتخصصين في هذا العلم، ويطلق عليهم (النسّابون). أما ترك الحبل على الغارب والخوض في (أنساب العرب) دون علمٍ أو دراية او معلومات موثوقة وموثقة فقد يستغلها البعض لإثارة الفتن والنزاعات العنصرية بين الناس ويُمزق المجتمع ويشق الصف.
فلنبتعد عن الحديث عن أصول وفصول الناس ونحفر في جذور الأنساب وعروقهم، لأنّه باختصار: (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم).. فقط. 
يقول بعض الباحثين والنسّابة في موضوع الأنساب:
كان للعرب اهتمام بالغ في حفظ الأنساب وتعليمها، وكانوا يقسمون النسب على درجات عرفت بـ (طبقات النسب)، ومن يطّلع على تاريخ العرب قبل الإسلام يُدرك مدى اهتمامهم بحفظ أنسابهم واعراقهم للتفاخر بها وشحذ الهمم عند الحروب، وإنهم تميّزوا بذلك عن غيرهم من الأمم الأخرى، ولا يعزى ذلك كله إلى جاهليتهم، كما لا يعزى عدم اهتمام غيرهم كالفرس والروم إلى تحضرهم، وإن كان الجهل قد أفرز عصبية بغيضة اساءت إلى علم النسب، سواء في ذلك العصر أو حتى في عصور الإسلام المتأخر، وإذا كانت جاهلية العرب قد أساءت إلى علم النسب أحياناً بسوء استخدامه، فإنها قد اساءت اليه أيضاً من ناحية (عدم التدوين) الذي تميز به العصر الجاهلي، ولذلك فقد تأخّر تدوين الأنساب، ولم يبدأ الا مع بداية العصر الإسلامي، وبسبب غياب التدوين اضطر العرب إلى حفظ انسابهم والعناية بها عن طريق الحفظ والمشافهة، فاشتهر بذلك عدد من أبناء العرب، ينقلون هذا العلم، وينقل عنهم إلى أن جاء عصر التدوين فأخذ عنهم علماء النسب الأوائل.
 ومع هذا فينبغي ان لا نُغفِل بعض الانتقادات الموجهة لقدامى النسابين كـ (ابن الكلبي وابن هشام والهمداني ).. وغيرهم.
غير أنه يجب التمييز بين جهودهم في حفظ الأنساب وبين بعض الهنات والروايات الضعيفة في مروياتهم. 
والموضوع يطول القول فيه والشرح، كما يطول الشك والصداع!
ولهذا، تجنبوا الخوض في مواضيع قد تثير الفتن، وتسبّب التشاحن والعداوة والتعصّب بين الناس. اتقوا الله في أنفسكم ومجتمعاتكم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية