+A
A-

من هو المعارض الوحيد الذي استبعد من الانتخابات الروسية؟

مع انطلاق الانتخابات الرئاسية الروسية التي تستمر لأول مرة لثلاثة أيام حيث بدأت اليوم الجمعة وحتى الأحد، يعود الحديث عن بوريس ناديجدين الرجل الذي أوصت مجموعة عمل تابعة للجنة الانتخابية الروسية بعدم المصادقة على ترشحه للرئاسة.

ففي فبراير الماضي، قررت اللجنة الانتخابية في روسيا رفض ترشح بوريس ناديجدين المعارض الوحيد لفلاديمير بوتين، للانتخابات الرئاسية وذلك بسبب أخطاء في ملفه.

وقبل استبعاده، نجح هذا المرشح في إحياء آمال الروس المعارضين لسياسات الكرملين في غياب شخصيات معارضة أخرى أكثر شهرة موجودة في الخارج أو في السجن.

تأييد واسع

كما اكتسب هذا السياسي المخضرم المتحفظ، المؤيد لإنهاء الحرب في أوكرانيا، تأييدا واسعا في أوساط الروس المعارضين لسياسات الكرملين.

وعرف عنه مطالبته بتعزيز العلاقات مع دول أوروبا الغربية، وانتقاده التقارب الصيني الروسي.

هذه المواقف جعلته يتلقى الدعم من العديد من المعارضين لسياسة بوتين. كالمنظمة المحاربة للفساد التي أسسها المعارض الراحل ألكسي نافالني، والملياردير ميخائيل خودوركوفسكي الذي يعيش في المنفى، إضافة إلى الصحافية إيكاترينا دونتسوفا التي لم تتمكن من الترشح للانتخابات الرئاسية لأسباب "قانونية" وفق لجنة الانتخابات.

عضو في البرلمان الروسي

وبوريس ناديجدين البالغ 60 عاما ليس جديدا في عالم السياسة. في الثمانينات من القرن الماضي، كان عضوا في البرلمان الروسي. فيما عمل أيضا مستشارا لرئيس الوزراء الروسي السابق بوريس نمستوف الذي قتل في 2015 لأسباب مجهولة.

لكن منذ وصول فلاديمير بوتين إلى الحكم، لم يتمكن من احتلال مناصب هامة في البلاد، عدا منصب في مجلس محلي قرب موسكو. فتجربته في السياسة ليست بتلك التجربة القوية التي يمكن أن تقوده إلى رأس هرم السلطة.

منصب متواضع.. وانتقادات

وإضافة إلى منصب ناديجدين المتواضع، واجه هذا المرشح انتقادات أخرى بشأن مسيرته السياسية. فالبعض اتهمه بأنه قبل منصب ملاحظ الانتخابات الرئاسية في 2012 والذي اقترحه له بوتين. فيما قال البعض الآخر إنه كان قريبا من سيرغي كرينكو، أحد المستشارين السياسيين لبوتين والمعروف بخبرته في الاستراتيجيات الانتخابية، بحسب "فرانس برس".

وهناك بعض الروس لا يشككون في نزاهة بوريس ناديجدين، حسب ما يشرح جيف هاون المتخصص في الشؤون الروسية في كلية لندن للاقتصاد، أولا " لأن مسيرته السياسية لا توحي بأنه رجل استفاد من نظام فلاديمير بوتين لتحقيق مصالحه الخاصة".

لكن رغم الدعم الذي يتلقاه بوريس ناديجدين من بعض الروس، إلا أنه يعاني من "عقبات سياسية عديدة تجعله لا يشكل خطرا على النظام الروسي"، بحسب جيف هاون.

ويتابع: "هذا المرشح يمثل القيم التي يدافع عنها السياسيون الروس في سنوات التسعينيات. فهو وريث هذا الجيل الذي فقد مصداقيته لدى غالبية الروس"، مضيفا "بإمكانه ربما إرضاء الطبقة المثقفة الروسية التي تقيم في المدن الكبرى وفي الخارج، ولكن ليس معظم الشعب الروسي الذي يحتفظ بذكريات أليمة وسلبية بسبب الإصلاحات الاقتصادية الصعبة في التسعينيات".

أولى انتقاداته لزعيم الكرملين في 2020

كما قال ويل كينغستون كوكس وهو مختص في الشؤون الروسية بمعهد البحوث الأمنية في مدينة فيرونا الإيطالية أن بوريس ناديجدين "لم يتحول إلى معارض لبوتين بين عشية وضحاها، بل وجه أولى انتقاداته لزعيم الكرملين في 2020. أكثر من ذلك، عارض خلال نفس السنة إصلاح الدستور الذي سمح لبوتين الترشح للانتخابات مرتين على التوالي وبدون انقطاع". إضافة إلى هذا، تصريحاته المتكررة ضد الحرب في أوكرانيا واصفا إياها بأنها "استعمار" بحسب ما قاله .

وفي نهاية يناير، قال ناديجين لوكالة فرانس برس إنه يأمل أن تكون الانتخابات الرئاسية بمثابة "بداية النهاية" لعهد بوتين.

يشار إلى أن فوز بوتين المتوقع بكل الأحوال في هذه الانتخابات لغياب المنافسة الجدية، من شأنه أن يتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2030.

وبفضل المراجعات والتعديلات الدستورية لعام 2020، سيتمكن من الترشح مرة أخرى والبقاء في المنصب حتى عام 2036، وهو العام الذي يبلغ فيه 84 سنة!