قد يكون الممثل الأمريكي الكبير جيمس سبايدر الوحيد الذي كسر القاعدة التي تقول "من الممنوعات في تجسيد العواطف هي استخدام الوجه كأداة تمثيل، لأن الوجه يرتبط بشكل حميمي جدا ببقية الجسد، بحيث يصبح من المستحيل عمليا ألا يفعل شيئا من تلقاء نفسه، ودون أي مساعدة من الممثل.".

جيمس سبايدر بطل المسلسل الأمريكي الشهير "بلاك ليست" ممثل بارع في نشاط الوجه أمام الكاميرا وصادق إلى أقصى مدى، ينتقل بك من حالة إلى أخرى ويضيف القوة الحقيقية للشخصية، فشخصية "ريموند ريدينغتون" في المسلسل هي قوة نفوذ تبعث على الاحترام والثقة، فهو عميل حكومي يعقد اتفاقا مع "الإف بي أي" لتسليمهم قائمة بأخطر المجرمين في العالم بشرط أن يقابل المحققة المبتدئة إليزابيث كين، وعلي مدى عدة أجزاء من المسلسل الذي حقق نجاح باهر منذ عرضه الأول عام 2013، حيث نتعرف على أشياء وأشياء من خلال اكتشاف "ريموند" لها، فالمشاهد والشخصية مرتبطان معا، وفي كل مشهد يكشف النقاب عن جانب واحد على الأقل من المعلومات الضرورية التي تتضمنها القصة ويقدمها للمشاهد، وهذا نادرا ما يحدث في أي مسلسل، كما أنه يخلق شخصية عجيبة مدهشة تؤدي لعبة المواقف المتعارضة ويؤسس الموقف القوي في عناصر الشكل والبناء بتركيز غريب، ويبقى مستغرق في دوره دون أن يعترضه السرحان أو الهفوة طوال المدة التي يتطلبها المشهد.

شارك جيمس سبايدر من قبل في عدة أفلام، مثل "ستارغيبت" و "المنتقمون" و "أقل من صفر" و "القصر الأبيض" وغيرها، ولكنه في مسلسل "بلاك ليست" ظهر لنا كأنه مصنوع من الفولاذ لا يمكن اختراقه وله تأثير قوى على المشاهد