في خطوة مهمة نحو تعزيز الاتصال العالمي، لبت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء الدعوة الموجهة إليها من مؤسسة أخبار الفضاء للمشاركة في ندوة رائدة بعنوان "خدمات الأقمار الصناعية المباشرة"، حيث مثل الهيئة رئيسها التنفيذي سعادة الدكتور محمد إبراهيم العسيري، والذي قال: "يمثل هذا الحدث لحظة محورية في صناعة الاتصالات، حيث يسلط الضوء على الإمكانات التحويلية لخدمات الأقمار الصناعية التي تتصل مباشرة بمختلف أنواع الأجهزة". 
وقد أوضح العسيري أبرز مزايا هذا التحول في صناعة الاتصالات ومنها "القدرة الرائعة للخدمات المباشرة عبر الأقمار الصناعية على الأجهزة لتوفير تغطية عالمية سلسة، خاصة في المناطق النائية والمحرومة. وتَعِد هذه التقنية بتعزيز الخدمات الحيوية للسلامة، وتمكين حالات استخدام جديدة لإنترنت الأشياء، وتحسين الاستثمارات من خلال تقليل الحاجة إلى بنية تحتية أرضية واسعة النطاق ومكلفة من حيث الانشاء والصيانة".
كما أشار العسيري إلى التحديات التي تواجه هذا التحول، حيث أفاد: "انه على الرغم من الفوائد الواعدة، فقد أثيرت مخاوف بشأن القيود الحالية في إنتاج البيانات، واحتمال ازدحام الترددات، والتكاليف الكبيرة المرتبطة بتصميم الأقمار الصناعية وتطويرها وإطلاقها، والمخاطر التي قد تترتب على الأمن القومي".
وأضاف العسيري: "استعرضت الندوة التأثيرات المتوقعة لهذا التحول على سوق الاتصالات السلكية واللاسلكي، حيث يتوقع الخبراء أن يدر سوق الخدمات المباشرة من الأقمار الصناعية إلى الأجهزة إيرادات تصل إلى 60 مليار دولار مع أكثر من 350 مليون مشترك بحلول عام 2030، مما يؤدي إلى توسيع سوق الاتصالات عبر الأقمار الصناعية العالمية بشكل كبير. وقد أبدى الاتحاد الدولي للاتصالات اهتمامه المبكر بهذا التحول، حيث يقوم بدراسة الجوانب التنظيمية للاتصالات الساتلية المباشرة إلى الهاتف، مع الاعتراف بقدرتها على جذب المستهلكين والحاجة إلى أطر تنظيمية جديدة بشكل عاجل، خصوصا إذا علمنا ان هذا التحول يدعم تكامل إنترنت الأشياء مع الخدمات الساتلية المباشرة للأجهزة مع إطلاق الجيل القادم من شبكات الاتصال مما سيحدث ثورة هائلة في الاتصال، وبما يتيح مجموعة واسعة من الخدمات المبتكرة باستخدام شبكات خدمات الأقمار الصناعية المتنقلة (MSS)".
الجدير بالذكر أعداد الأقمار الصناعية التي تدعم هذه الخدمات في تزايد شبه اسبوعي، مع وجود خطط لإطلاق آلاف أخرى لتلبية الطلب المتزايد على الاتصال العالمي، كما ان أبرز مقدمو الخدمات حاليا هم Viasat وSkylo Technologies وLigado Networks، الذين هم في طليعة إطلاق أول شبكات عالمية مباشرة للأجهزة في العالم.
تلتزم الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بالمشاركة في مختلف الفعاليات للبقاء على اطلاع على أحدث التطورات، ولإدراك التأثير التحويلي للخدمات الفضائية وما الذي ستحدثه على الاتصال وخدمات الطوارئ والاقتصاد العالمي، وذلك لتعزيز مهمتها المتمثلة في تحفيز الابتكار في مجال تكنولوجيا الفضاء والأقمار الصناعية.