+A
A-

كاتبات يؤكدن أهميّة توعية الصغار بيئياً لتعزيز دورهم في التغيير

أكّدت كاتبات متخصّصات في مجال البيئة أنّ تعزيز وعي الأطفال بالقضايا البيئية المرتبطة بالتغير المناخي يبدأ منذ سنّ مبكرة، ولا بدّ أن يكون حاضراً باستمرار على أجندة التعليم الخاصة بمختلف الفئات العمريّة، مشيرات إلى أنّ ذلك لا يكون فقط بالكتاب والقراءة، بل يبدأ أساساً بالمحاكاة والتعليم بالقدوة، الأمر الذي ينعكس على تصرفات الصغار ويجعل منهم عنصراً فاعلاً في التغيير.
جاء ذلك خلال جلسة في الملتقى الثقافي، ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024، استضافت كلّاً من الكاتبة المصريّة هجرة الصاوي، والكاتبة النيجيريّة تويين أكاني، والكاتبة الإماراتيّة نورة الخوري، وأدارتها نادية صوّان، بعنوان "مقدّمة حول تغير المناخ للأطفال".
وقالت الصاوي في مستهلّ حديثها: "منذ اللحظة الأولى لإدراك الطفل للمجتمع والبيئة المحيطة التي يتعامل معها يُمكننا البدء بتبسيط العديد من المفاهيم من خلال السلوكيات ليدركها بشكل يتناسب مع عمره، فالمحاكاة والتقليد هي أول أدوات المعرفة والتعلّم للصغار والكتاب لا يشكّل سوى أداة واحدة منها، وبهذا الشكل فإنّ الطفل عند وصوله لسنّ التمييز يبدأ بتطبيق ما شاهده وتعلّمه حول البيئة المحيطة".
وأضافت: "عملت في التوعية البيئية منذ أكثر من 20 عاماً، وقد تنوّعت طرق معالجة الوعي البيئي للأطفال لتشمل المخاطبة بالصور والكوميديا و"الكوميكس" والألعاب، بهدف تقديم مفهوم التغير المناخي والآثار المرتبطة به للطفل بطريقة مبسّطة وسلسة تبقى عالقة بذهنه لفترة طويلة، وتوصلت أنه لا بدّ أن نجعل الطفل عنصراً فاعلاً في التغيير منذ وقت مبكّر".
بدوره أشارت تويين أكاني إلى أنّ الكتابة للأطفال حول البيئة لا بدّ أن تكون متخصّصة وليست عشوائيّة، وقالت: "لا يمكن لكاتب غير مطلع على القضايا البيئية أن يقدّمها بشكل صحيح وبمستوى مناسب لفهم وإدراك الأطفال. كما أن سرد القصص يعدّ أمراً في غاية الأهمية، فالطفل يتابع الكلمات والصور باهتمام كبير وقد يفهم من الصورة خطورة الأمر والقضية التي تتحدث عنها، كالحرائق على سبيل المثال وأثرها على البيئة والإنسان والحيوانات".
وأضافت: "أقوم بالعديد من الزيارات أثناء عملي إلى المدارس بغرض طرح الأسئلة والتفاعل مع الصغار حول القضايا البيئية، وقد لمست تفاعلاً كبيراً من طرفهم والمبادرة لطرح الأفكار والحلول للتعامل مع قضيّة ما. لا بدّ من الحديث مع الصغار حول خطورة التغير المناخي بشكل واضح وصريح، مصحوباً بالأمل الذي يدفعهم للتعامل مع ذلك وعدم الاستسلام أمامها، وتحفيزهم للاجتهاد والمساهمة في إيجاد الحلول المناسبة".
من جهتها قالت نورة الخوري: "التوعية للأطفال تبدأ من البيت، من خلال ما نقوم به كآباء وأمهات حيث سيصبح نهجاً يتبعه الطفل مع مرور الوقت، أمّا في الكتابة لهم حول ذلك فبالتأكيد طبيعة الأسلوب الأدبي وتبسيط المعلومة قدر الإمكان وربطها بالألغاز والمسابقات تعتبر مناسبة جداً للأطفال الصغار لأنها تعمل على تثبيت المعلومة في أذهانهم ويتعلّق الصغير بالكتاب بشكل أكبر".
ولفتت إلى أنّ القلق تجاه خوف الأطفال من القضايا البيئية لم يعد حاضراً كالسابق، فالصغار اليوم لديهم من الأدوات والأجهزة الرقمية التي تجعلهم على علم مسبق بالكثير من الأحداث، مشيرة إلى أنّ دور المجتمع يتمثل بتعزيز هذه المعرفة بشكل أكبر من خلال شرح المصطلحات البيئية بشكل سلس يُسهم في ترسيخ الوعي والقدرة على التعامل معها بالشكل الصحيح.
 
فتياتٌ يافعات يصممن فساتينَ سريالية
خلال ورشة تعليمية ملهمة حملت عنوان "بطاقة الفستان السريالي" ضمن فعاليات الدورة الـ 15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل التي انطلقت تحت شعار "كن بطل قصتك" تمكنت الفتيات من عمر 8 سنوات وما فوق من اكتساب مهارات جديدة في عالم الموضة والأزياء والتصاميم المبتكرة، حيث تعلمن خلال الورشة كيفية دمج عناصر المدرسة السريالية في تصاميمهن لإبداع فساتين فريدة من نوعها.
في بداية الورشة شاركت خبيرة الأزياء التونسية عزة الصوابني معلومات قيمة مع المنتسبات للورشة حول المدرسة السريالية في الفن، وتحديداً عالم الموضة والأزياء، موضحةً لهن أن الأزياء المستلهمة من هذه المدرسة تعكس جرأة وابتكاراً، وتتميز بتجاوز الحدود التقليدية وتجسيد الأفكار الغريبة والمبتكرة في التصاميم، مما يخلق أزياءً فريدة ومبهرة، عبر استخدام الألوان الزاهية والأشكال غير التقليدية والتفاصيل المفاجئة لإضافة عنصر السريالية والفرادة إلى التصاميم.
وخلال القسم التطبيقي، وزعت الصوابني على الفتيات الخامات والأدوات التي سيبتكرن منها تصاميمهن المميزة، كأوراق الشجر، ونجوم بأحجام مختلفة، وأعواد الخشب الملونة، وأكواب المافن الكرتونية، والصمغ، وأوراق بيضاء مرسوم عليها نماذج (مانيكان) تساعدهن على الابتكار، ثم ساعدت الصوابني الفتيات على تجسيد أفكارهن المختلفة، وطلبت من كل واحدة من المنتسبات تصميم فستان جريء وغريب، مستوحىً من المدرسة السريالية، ونجحن في ختام الورشة في تقديم فساتين سريالية مزينة بالزهور وأوراق الشجر ومختلف الخامات، تمتزج فيها الواقعية بالسريالية، الأمر الذي أضفى عمقاً وثراءً على مختلف تصاميمهن.
 
وراء كل حدث مميّز… متطوعون
وراء كل فعالية ثقافية كبيرة، جهود حثيثة نبيلة يبذلها فريق من الأبطال بقلب رجل واحد، تجسيداً لحرصهم على المساهمة في نجاح هذه الفعالية ودعم رؤيتها، والمساهمة في تحقيق أهدافها وإيصال رسالتها، وهذا حال فريق المتطوعين المشاركين في الدورة الـ15 من "مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، الذي يقام في "مركز إكسبو الشارقة" حتى 12 مايو الجاري تحت شعار "كن بطل قصتك".
فريق من الشباب والشابات والرجال والنساء، ينتشر أعضاؤه في ردهات وقاعات المهرجان، يعملون بجد وإخلاص لمساعدة الزوار والإجابة عن استفساراتهم، وتلبية احتياجاتهم، وتقديم الخدمات إليهم، وهم أعضاء فريق "ومضة" التطوعي، الذي يشارك في الفعاليات التي تنظمها "هيئة الشارقة للكتاب".
استقبل فريق "ومضة" 350 طلب مشاركة للتطوع في فعاليات دورة العام الجاري من المهرجان، من خلال الفرصة التي تم طرحها على منصة "مركز الشارقة للعمل التطوعي"، وبعد دراسة طلبات التسجيل التي قدمها المتطوعون وفقاً لاحتياجات المهرجان، تم اختيار 150 متطوعاً وتوزيعهم على قسمين رئيسيين.
يتخصص القسم الأول، الذي يضم 30 متطوعاً، بالإسعافات الأولية، حيث تم التعاون مع "ساند"، البرنامج التطوعي للاستجابة في حالات الطوارئ في دولة الإمارات، للتعامل مع الحالات الطارئة ومعالجة الحالات الصحية التي يمكن أن تحدث خلال المهرجان، وضمان سلامة الزوار.
ويضم القسم الثاني 120 متطوعاً تم توزيعهم ضمن فئات مختلفة لتنفيذ مهام متنوعة، تشمل المساعدة في تنظيم المعرض من خلال المساعدة في منصات الاستقبال والاستعلامات والتسجيل، وورش العمل والجلسات التي تستضيفها أجنحة الجهات الحكومية المشاركة في المهرجان، ومنهم 10 مصورين موزعين على الفترتين الصباحية والمسائية للمهرجان.
وتتنوع أعمار المتطوعين المشاركين من 18 حتى 45 عاماً، ويمثلون مختلف الجنسيات الآسيوية والأجنبية والعربية، لا سيما من السودان ومصر، وبلاد الشام؛ سوريا والأردن ولبنان وفلسطين، كما تتنوع مهامهم بين مساعدة القسم الإداري، والقسم المالي، وتنظيم دخول وخروج طلاب المدارس في الفترة الصباحية.
 
وتجسد مشاركة المتطوعين في المهرجان إيمانهم بأهمية العمل التطوعي والقيمة المضافة التي يقدمها إلى كافة أفراد المجتمع، وروح المسؤولية والعمل الهادف والبّناء، الذي يسهم في إيصال رسالة "هيئة الشارقة للكتاب"، والمشروع الثقافي والحضاري لإمارة الشارقة، والثقافة الإماراتية بشكل عام.
ويسهم التطوع في تنميّة قدرات المتطوعين ومهاراتهم في إدارة وتنظيم الفعاليات الكبرى والإشراف على احتياجات الجمهور، كما يتيح للمتطوعين فرصة اكتساب خبرات ومعارف جديدة من خلال العلاقة المباشرة مع الجمهور والعارضين والمشاركين.
 
الأطفال يبدعون في "التأليف الموسيقي"
في تجربة مثيرة، جَمَع المؤلف الموسيقي إيلي نخلة، عدداً من الأطفال في ورشة تفاعلية ضمن فعاليات الدورة الـ15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، لتعليمهم فن "التأليف الموسيقي" وكيفية ربط الموسيقى بكلمات النص الغنائي.
وبدأت الورشة، بعرض نص شعري على لوحة كبيرة أمام الأطفال، ثم قام مقدم الورشة بتشغيل مقطوعة موسيقية بأداء بطئ لشرح كيفية تحقيق الوزن بين الموسيقى والكلمات على كل مقطوعة بصورة بطيئة، بحيث يردد معه الأطفال كلمات الأغنية بالتماشي مع الموسيقى.
وعقب ذلك، شغّل إيلي مقطوعة موسيقية أخرى بأداء أسرع، وأجرى عدّاً تنازلياً للأطفال، ثم تركهم يدمجون الكلمات مع الموسيقى لأداء الأغنية سوياً، حيث شهدت الفقرة تفاعلاً وتناغماً بين الأطفال، وقاموا بأدائها بطريقة مميزة نالت استحسان الحضور.
وفي نهاية الورشة، طلب إيلي من كل طفل مشارك أن يوقّع باسمه على كلمات الأغنية للاحتفاظ بها، مشيداً بالمجموعة المشاركة وسرعة استجابتهم لشرح الورشة.
وقال إيلي نخلة: "إن الهدف من التأليف الموسيقي تنمية مهارات الشعر لدى الأطفال، لاسيما وأن الشخص يستطيع من خلاله التعبير عن نفسه ومشاكله وكل ما يشعر به؛ الأمر الذي يساعده على التعامل مع المحيط من حوله".
 
كتابة القصّة والرواية
ناقشت الكاتبة الإماراتية نادية النجار أسس تنمية القراءة والكتابة لدى اليافعين، والطريق الصحيح لبدء مشوارهم الأدبي وتحديداً في عالم الروايات والقصص، مسلطة الضوء على تجربتها الأدبية، وذلك خلال لقاء بعنوان "مناقشة نادي الكتاب" جمعها مع يافعين، استضافه ملتقى الثقافة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024.
وأكّدت النجار خلال اللقاء أنّ الكاتب المتمرّس لا يُمكن له أن يصبح كذلك دون الحفاظ على استمرارية عالية من القراءة العميقة، وقالت: "بما أنّنا نتحدّث عن القصص والروايات فلا بدّ لمن يريد أن يكتب في هذا المجال الأدبي أن يقرأ كذلك قصصا وروايات مختلفة لكتاب من ثقافات متنوّعة، الأمر الذي يُسهم في منحه مخزوناً كبيراً من الأفكار والمفردات التي تساعده في هذه الرحلة".
وأضافت: "قراءة القصص تنقلكم من عالم إلى عالم آخر مختلف تماماً، كما تخلق لديكم شعوراً قوياً بالتعاطف مع الآخرين، وتزوّدكم بالمعرفة حول ثقافات وعادات الشعوب الأخرى وهو ما يتيح لخيالكم الإنطلاق نحو الإبداع".
وتابعت: "الكتابة تبدأ من وجود فكرة ما، ولا يُمكن أن تكون بطريقة عشوائيّة، لذا فلا بدّ من تدوين أي فكرة أو مشاهدة قد تشاهدها في حياتك اليومية لأنّها ربما تصبح مادة دسمة لروايتك أو قصّتك القادمة، فإحدى رواياتي على سبيل المثال تتحدّث عن شجر الغاف، وقد استقيت فكرة الرواية من مشهد رأيته في أحد الأماكن في الدولة، وكان عبارة عن شجرتي غاف بجانب بعضهما البعض، يحيط بهما شارع دائري للدراجات الهوائية، فجاءتني الفكرة للحديث عن شعور هذه الأشجار عندما كان يقترب منها الشارع وهل سيفرقها أم لا".
وتفاعلت النجار مع اليافعين لطرح أفكار لكتابة رواية عربيّة وما الذي يرغبون به أن يكون موضوعاً لمثل هكذا رواية، حيث تنوّعت أفكارهم ما بين المغامرات والإثارة والروايات التي تجمع بين المتعة والفائدة، وغيرها.
وقدّمت كذلك نصيحتها لمن يتطلع للبدء بالكتابة أو الرسم أو غيرها من مجالات الأدب والفن أن يعمل باستمرار على تطوير مهاراته من خلال الممارسة الدائمة، إلى جانب الالتزام والمثابرة والشغف والمشاركة بورش الكتابة أو الرسم وغيرها، لاكتساب الخبرات والمعرفة من أهلها وتعلّم تقنيات وفنيّات جديدة، مشيرة إلى أنّه يوماً ما قد تتحول هذه الهواية إلى مهنة كما حصل معها.
 
 
أهمية الروايات المصورة
استضاف "ملتقى الثقافة" في الدورة الـ 15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل التي انطلقت تحت شعار "كن بطل قصتك" نخبة من الكاتبات لمناقشة دور الروايات المصورة في تناول القضايا الاجتماعية وتوجيه رسائل مفيدة للأطفال.
جاء ذلك خلال ندوة حملت عنوان "الروايات المصورة كوسيلة لمعالجة القضايا الاجتماعية"، شاركت فيها الكاتبة الكويتية استبرق أحمد، والكاتبة الإماراتية عائشة عبد الله، والكاتبة ليا شلاشفيلي، الكاتبة اللبنانية المقيمة بألمانيا ليلى أبو كريم، حيث ناقشن  أهمية الروايات المصورة في تسليط الضوء على مختلف القضايا الاجتماعية، مثل التنوع والانتماء، والتعايش والتسامح، ومكافحة التمييز والظلم. وأكدن على قدرة هذا النوع من الأدب على تبسيط الأفكار الكبيرة وجعلها مفهومة وملموسة للأطفال.
استهلت الكاتبة الكويتية استبرق أحمد حديثها بالإجابة على سؤال مقدمة الندوة علياء المنصوري: هل يجب على كاتب الروايات المصورة الكتابة عن قضايا محلية أم قضايا عالمية؟، قائلةً: "على الكاتب أن يختار القضية التي يرى أنه سيجيد التعبير عنها في قصته، سواء كانت قضية من مجتمعه المحلي، أو قضية عالمية الطابع، وبشكل أو بآخر العالمية ابنة المحلية والعكس، لأن الأفكار جوالة حول العالم".
الرسوم داخل الرواية ضرورية
من جانبها أكدت الكاتبة الإماراتية عائشة عبد الله صاحبة العديد من الإصدارات القيمة التي تخص الأطفال واليافعين، أن الرسومات داخل الروايات المصورة وكتب الأطفال مهمة للغاية، وتخدم الحكاية بشكل عام، قائلةً: "الكتابة للطفل ممتعةٌ للغاية، لكن الأطفال صعب أن يفهموا الأفكار المطروحة في الرواية عن طريق الكتابة فقط، لذلك يجب علينا أن نقدم لهم الأفكار بشكل بصريّ يسهل عليهم عملية التلقي، فالرسومات تساهم في جذب انتباه الطفل، وتحفزهم على القراءة، مما يعزز من فهمهم للحكاية ويجعل القراءة عملية ممتعة"،
وتطرقت الكاتبة ليا شلاشفيلي أحد أبرز كاتبات أدب الطفل في جورجيا للحديث حول الروايات المصورة باعتبارها نوعاً أدبياً يمزج بين الفن التشكيلي والكتابة الإبداعية، وهذا النوع الأدبي قادر على تحفيز عقول الصغار واليافعين عبر الصورة والكلمة المندمجين معاً بشكل فنيّ متقن.
وفي ختام الجلسة أشارت الكاتبة اللبنانية المقيمة بألمانيا ليلى أبو كريم إلى أن رسومات كتب الأطفال تعزيز التفاعل والتفاهم لدى القرّاء الصغار، وتحدثت عن قصتها "كلمات ضائعة" التي تتناول حكاية الإبادة الجماعية الأرمنية، قائلةً: " تعتبر الرسوم المصاحبة للنص المكتوب وسيلة ضرورية لتعزيز الفهم وجعل الأطفال يتعمقون في القصة، وأومن أن توجيه الأطفال نحو فهم القضايا الاجتماعية المعقدة من خلال الرسوم يمثل طريقة فعّالة لبناء وعي النشء، وتشجعهم كذلك على التعاطف والتفاعل مع العالم من حولهم".
 
 "مؤسسة كلمات"
أسدلت "مؤسسة كلمات" الستار على مشاركتها في الدورة الـ15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، بعد 12 يوماً مليئة بالمعرفة والإبداع، تأكيداً على رسالتها كمؤسسة غير ربحية معنية بتمكين الأطفال المحرومين واللاجئين وذوي الإعاقة البصرية وضمان حقّهم في القراءة. وشهد جناح المؤسسة في المهرجان مجموعة من الأنشطة التفاعلية وورش العمل ضمن مبادرة "أرى"، التي تهدف إلى دمج وتمكين الأطفال المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية، ومبادرة "نخيط أملاً لغزة" التي أطلقتها المؤسسة مؤخراً لدعم أطفال غزة.
وأطلقت مؤسسة كلمات ضمن مبادرة "أرى" برنامجاً تدريبياً، قدمته أكاديمية فوكس من خلال كبير المدربين بالأكاديمية عمار شهاب، بعنوان "بأصواتهم نرى" استهدف تمكين الأطفال واليافعين المكفوفين وضعاف البصر من خلال تطوير مهاراتهم الإعلامية في التقديم التليفزيوني والتحدث أمام الجمهور، وذلك بالشراكة مع هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون وجمعية الإمارات للمعاقين بصرياً.
وأسهمت المبادرة في تعزيز ثقة الأطفال المشاركين بإمكاناتهم، ليكونوا أصواتاً مؤثرة في المجتمع، مبرزين قدراتهم الاستثنائية في الإلقاء الإعلامي والخطابة. وبعد اجتياز البرنامج التدريبي، حظى الأطفال بفرصة تقديم تغطية تلفزيونية مع هيئة الشارقة للإذاعة والتليفزيون في برنامج "أطفالنا والكتاب"، مما أكد دورهم البنّاء في المجتمع.
واحتضن جناح "مؤسسة كلمات" ضمن مبادرة "أرى" جلسة قراءة تفاعلية وورشة عمل بالتعاون مع جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً ونورة بن هده، صاحبة مشروع "لا في دولز"، حيث تمكّن الأطفال من ذوي الإعاقة البصرية من الغوص في أعماق المعرفة، واستمتعوا بقراءة كتاب "أمير البحار" الصادر عن مجموعة كلمات.
وعقب جلسة القراءة، شارك الأطفال المكفوفون وضعاف البصر في ورشة عمل، تم تصميم أنشطتها لتنمية مهاراتهم وتشجيعهم على إبداع قطع فنية خاصة بهم، تتلاءم موادها مع احتياجاتهم الخاصة، مما شكَّل فضاء رحباً مكّن المشاركين من التعبير عن أنفسهم، وأثرى تجربتهم التعليمية والفنية.
وفي إطار مبادرة "نخيط أملاً لغزة"، استعرضت "مؤسسة كلمات" خط المنتجات الجديد، الذي تُخصَص عائداته كاملة لدعم أطفال غزة عبر حملة الهلال الأحمر الإماراتي "تراحم من أجل غزة"، كما أقامت ورشة تطريز استثنائية، بالتعاون مع خبيرة في التطريز الفلسطيني مروة بكري، لتسليط الضوء على التراث الثقافي والهوية الفلسطينية، وتعليم اليافعين المشاركين في الورشة تقنيات التطريز الفلسطيني.
المعرفة ركيزة تنمية وإثراء حياة الأطفال
وفي تعليقها على ختام فعاليات المؤسسة في المهرجان، قالت آمنة المازمي، مديرة مؤسسة كلمات: "تؤمن مؤسسة كلمات بالمعرفة كركيزة أساسية لتنمية الشخصية وتوسيع آفاق الفكر وإغناء الخيال؛ إذ تشكل الأساس الذي يُبنى عليه مستقبل الأطفال، مما يُمكّنهم من قيادة وإثراء قطاعات الحياة المختلفة بأفكارهم الإبداعية وابتكاراتهم الفريدة التي تتأسس على القراءة الواعية والمتنوعة. وفي هذا الإطار، يُعد مهرجان الشارقة القرائي للطفل منصة مثالية نحرص بشكل دوري على المشاركة فيها لتعزيز هذه الروح، حيث أتاح جناحنا للأطفال، بمن فيهم ذوو الإعاقة البصرية، الفرصة لاستكشاف العالم من خلال الكتب والقصص والتجارب المعرفية المختلفة".
 

الأطفال يحولون صفحات الكتب القديمة إلى لوحات فنية
أتاح مهرجان الشارقة القرائي للطفل الفرصة أمام الصغار للتعرف على الجماليات البصرية لصفحات الكتب، وذلك في ورشة عمل فنيّة تفاعلية أقيمت بركن "القصص المصورة" ضمن فعاليات المهرجان.
وأخذت الورشة مجموعة من الأطفال في رحلة شيّقة لإعداد الإطارات لصفحات من كتب قديمة وتجميع القطع لإنشاء أعمال فنية مذهلة بصرياً، حيث وزّعت على الأطفال بعضاً من الألوان والإطارات الخشبية ذات اللون الأسود، وطلبت منهم تنفيذ رسومات على الصفحات وتلوينها، ثم وضعها داخل الإطارات لإنشاء لوحات فنية.
وقالت مشرفة الورشة إن "جمالية الصفحات" تتيح للأطفال التعرف إلى كيفية إعادة التدوير وصناعة صفحة أو صورة ذات إطار جاذب يخلق لدى الطفل القدرة على تذوّق الفن، كما يقدّم له الفرصة للتعبير عن ذاته من خلال تصميم الإطارات بالطريقة التي يراها مناسبة.
 
التاريخ الثقافي للشاي
ضمن ورشة عمل شيّقة وحافلة بالأنشطة الترفيهية والتعليميّة؛ تعرّف الأطفال من زوّار مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024، على التاريخ الغني الذي يقف وراء مشروب الشاي الصيني الشهير، واستكشفوا أصوله وأهميته الثقافية وبعض الحكايات والأساطير التي انتشرت حوله.
وتفاعل الأطفال مع مقدّمة الورشة التي أتاحت لهم المجال للحديث عن الشاي في بلدانهم الأصليّة قبل البدء بالأنشطة التفاعليّة المتنوّعة، والتي شملت عرضاً تقديمياً مبسّطاً حول أشجار الشاي القديمة في الصين، وأنواعها التي تتضمن الشاي الأخضر، والأبيض والوردي وغيرها، وكذلك أشكال وأنواع الأباريق المستخدمة لشرب الشاي في الصين وغيرها من البلدان والتي تعكس ثقافاتها المحليّة، كما تعرّف الأطفال على روائح الشاي الصيني بمختلف أنواعه، واطلعوا على أسرار زراعته وإنتاجه.
ولتعزيز تجربة الصغار في هذه الورشة، تمّ تنظيم اختبار ومسابقات شهدت منافسة بين المشاركين للإجابة والمشاركة فيها والحصول على هدايا تذكارية صغيرة من الصين. فيما شهدت الورشة سرد قصص ممتعة حول رحلة الشاي، من جذوره القديمة إلى حضوره العالمي اليوم، ومن جبال الصين الهادئة إلى الأسواق المزدحمة في مختلف أنحاء العالم.
وجاءت الورشة ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الـ 15، والتي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار "كن بطل قصّتك" في مركز إكسبو الشارقة حتى تاريخ 12 مايو الجاري.