لقد حظيت الكلمة السامية لسيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في الجلسة الافتتاحية لدى ترؤس جلالته أعمال الدورة العادية الثالثة والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على اهتمام العالم العربي والمختصين من محيطه إلى خليجه، واكتسبت أهمية استثنائية على مستوى العالم بكل معاني الاتساع والشمول، بالإضافة إلى أن الكلمة السامية لجلالته حفظه الله ورعاه ستكون مرجعا أساسيا في أمور لها أهمية بالغة بالنسبة لأمن واستقرار المنطقة وازدهارها وتطورها لأنها رسمت الخطوط الرئيسية لكل ذلك.
إن المتغيرات الجديدة في الساحة العربية والعالمية والمواقف والممارسات تثبت بما لا يقبل الجدل أن الأمة العربية أمام مجرى من التحديات والصعوبات، وقد شخص جلالته أيده الله في كلمته السامية واقع الأمة العربية وكل صغيرة وكبيرة، ووضع الإجراءات والتدابير وكل المهمات ورسم صورة الطموح المنشودة والمنطلقات التي ستصل بنا إلى الأهداف النهائية.
قرأت الكلمة السامية لسيدي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه مرتين وبتمعن شديد، ووجدت فيها الصيغة الشمولية لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه أمتنا العربية الأصيلة، سواء كانت تحديات ذات طبيعة خاصة أو خطيرة أيضا، فكل سطر فيها يتصف بعمق المرامي والأهداف القريبة والبعيدة والانطلاق ومتابعة السير لتحقيق كل ما يحفظ أمننا واستقرارنا وهويتنا وتاريخنا، فلهذه الأمة رسالة لن تتوقف أبدا ولن تزول، رسالة الخير والحق والعدل الكامنة في الأعماق.
يقول جلالته حفظه الله ورعاه في كلمته السامية “ومع استمرار هذه المخاطر المحيطة بأمننا القومي العربي يتزايد حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا لحماية مسيرتنا العربية المشتركة، ولفتح صفحة جديدة من الاستقرار والتنمية تقرّبنا من تطلعاتنا المشروعة، كقوة حضارية قادرة على فهم متطلبات العصر ومواكبة عجلة تقدمه”.
سيدي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، يسير بنا وبالأمة العربية جمعاء قدما في سبيل النجاح.
* كاتب بحريني