+A
A-

حياة متمرد روسي مهاجر في (ليمونوف – الرحلة)

يروي المخرج الروسي المنشق كيريل سيربيرينيكوف السيرة المهنية الغريبة لإدوارد ليمونوف، من كاتب مهاجر متمرد في نيويورك إلى زعيم مجموعة سياسية فاشية عسكرية، وهي بلا ادن شك رواية مشبعة بالتعاطف والحميمية -كعادته- يحرص المخرج سيربيرينيكوف على ان تكون افلامه مشبعة بالتفاصيل والحرفيات نظرا لاصوله المسرحية لذن نشاهد حركة الجماهير والغناء وغيرها.

 لذا؛ نحن في الفيلم امام الالوان الزاهية، والبانك، والنشوة، واليأس... كل هذا موجود هنا، أو في الغالب، في هذه السيرة الذاتية المرحة لإدوارد ليمونوف، كاتب الروك أند رول الروسي المهاجر والمنشق الوطني الذي انتهى به الأمر إلى الفقر في نيويورك في نفس الوقت تقريبا. مثل سيد فيشوس. أصبح ليمونوف (اسم مستعار مأخوذ من الكلمة الروسية "ليمونك"، والتي تعني الجير ولكن أيضا في اللغة العامية التي تعني قنبلة يدوية) بوهيميا غاضبا، وخارجا عن القانون الجنسي، وشخصا بالغا مشهورا فظيعا في الأوساط الأدبية الفرنسية في الثمانينيات، يهاجم الليبراليين المتخنثين وينتقد الليبراليين. المنافقون. ثم عاد إلى روسيا وأصبح زعيم لمجموعة عنيفة تسمى الحزب البلشفي الوطني.

يقوم كتيريل سيريبرينيكوف بإخراج الفيلم بحماسة رائعة، من نص مقتبس من رواية إيمانويل كارير، الذي يلعب دور المثقف الفرنسي المتواضع الذي يقترب من ليمونوف على أمل تملقه بالثناء على الاستبداد الأخلاقي الروسي، ولا يكافأ إلا بالازدراء من ناحية أخرى، قام ليمونوف لاحقا بتحطيم زجاجة فوق رأس مثقف فرنسي آخر، يلعب دوره لويس دو دي لينكوسينج، بسبب عدم احترامه لروسيا والاتحاد السوفيتي.

 شارك في كتابة السيناريو، كل من سيريبرينيكوف مع بن هوبكنز وباويل باوليكوفسكي، هو صورة ممتعة للغاية لفوضوي فاسق، على الرغم من اضطراره إلى تولي وظائف مهينة مثل الخادم الشخصي لأحد الأثرياء في مانهاتن، لم يرغب في بيع كل شيء ويصبح مرتاحا. متعجرفا بالنجاح في الغرب مثل المهني الذي لا يطاق يفتوشينكو، أو سولجينتسين المتدين الذي لا يطاق. ولكن مع تقدمك في السن، فإن البديل عن الاستسلام، والحفاظ على روح التمرد حية، هو التطرف شبه. العسكري- وهذه هي قصة الثوري الشعري الذي تحول إلى رجعي سياسي

 ومع ذلك، يركز سيريبرينيكوف على غضب ليمونوف المستضعف وتعاسته المتدهورة؛ الروح المفقودة التي تركتها زوجته (التي حاول خنقها في غضب غيور) وتتجول بشكل بائس حول نيويورك مرتديا قميص رامونيس. ربما يتهرب من وصف مسيرته المهنية في أواخر حياته بالعسكرية الفاشية الفعلية وغير المضحكة وغير الساخرة.

بدور أيد كان هناك (بن ويشاو) وفيكتوريا ميروشينكو، ولا بد من التوقف مطولا أمام اسم مدير التصوير رومان فأسينوف الذي أدار التجربة باحترافية عالية المستوى. إشكالية فيلم (ليمونوف – الرحلة) أنه يتعامل مع الأحداث بتعاطف شديدالتصوير رومان فأسينوف الذي أدار التجربة باحترافية عالية المستوى. إشكالية فيلم (ليمونوف – الرحلة) أنه يتعامل مع الأحداث بتعاطف شديد.