العدد 5706
الأربعاء 29 مايو 2024
banner
مسقط وعمّان نهج السلام
الأربعاء 29 مايو 2024

احتفل الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية بكل فخر واعتزاز في الخامس والعشرين من مايو بذكرى عيد الاستقلال الثامن والسبعين، وهي الذكرى التي تحمل معها عبق التاريخ وحكايات النضال الوطني والكرامة في بلد نكن له كل الحب والاحترام، وتعتبر هذه الذكرى مناسبة وطنية للاحتفاء بما تحقق من إنجازات وطنية مجيدة خلال السنوات الماضية التي شهدت الأردن خلالها العديد من الإنجازات والمشاريع العملاقة، ونحن اليوم في عمان نشارك الأشقاء في الأردن أفراحهم الوطنية المباركة.
وبالأمس خرجت الأردن عن بكرة أبيها لاستقبال جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم في زيارته “زيارة دولة” لها في ظل ما يتمتع به البلدان من علاقات ممتازة وتاريخية ونموذجية. فهذه العلاقات العمانية الأردنية زادت متانة وعمقا بزيارة جلالة السلطان المهمة لعمان، كونها تأتي في وقت دقيق يحتاج تكثيف الجهود العربية لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وحتما ستعزز التوافق بين البلدين في دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. واليوم تشهدُ العلاقات الثنائية بين مسقط وعمّان تطورا وثيقا، عززته العلاقات التاريخية الضاربة في أعماق التاريخ ومواقف الأردن مع السلطنة في بداية عهد النهضة المباركة في واحدة من أقوى العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين. وزيارة جلالة السلطان المعظم إلى الأردن تمثل خطوة لتعزيز هذه العلاقات الاستراتيجية التي ستتطور في عهد النهضة المتجددة وفي ظل الرؤية الأردنية في تقوية العلاقات بين مسقط وعمّان في مختلف المجالات. فالاستقبال الحافل لجلالة السلطان، وما شهدته الزيارة من مباحثات عميقة، يشير بوضوحٍ إلى حرص القيادتين الحكيمتين على توطيد العلاقات الثنائيَّة القائمة وتعزيزها، خصوصا أنها الزيارة الأولى لجلالة السلطان ـ أعزَّه الله ـ إلى الأردن، وتتزامن مع احتفال الأردن باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني مقاليد الحُكم وذكرى الاستقلال المباركة.

لذا فالزيارة اكتسبت أهمِّيتها من توقيتها أولا، وثانيا من خلال سعي البلدين لتعميق علاقاتهما الراسخة القائمة على أواصر الود والاحترام والعلاقات التاريخية والارتقاء بها لتحقيقِ الأهداف المرسومة والغايات السَّامية لقيادة البلدين الشقيقين.
وستبقى الجسور ممتدة بين مسقط وعمّان، والآمال معقودة ان تخرج زيارة جلالة السلطان المعظم بنتائج طيبة على كل المستويات وفي جميع القطاعات لصالح شعبي البلدين.
وعلى مدار العقود الماضية، ظلت العلاقات قوية بين سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية، وستزداد متانة وقوة ورسوخا في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وجلالة الملك عبدالله الثاني، لأنهما يسيران على نهج السلام والوفاق وعدم التدخل في شؤون الآخرين.. فهنيئا للملك عبدالله وشعبه الوفي باليوبيل الفضي وعيد الاستقلال.. والأردن في خير وأمان واستقرار على الدوام.. والله من وراء القصد.

كاتب ومحلل سياسي عماني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية