+A
A-

أسلحة وطعن لاعبين وحرق.. أعمال العنف تهدّد الدوري الليبي

شهد الدوري الليبي لكرة القدم أمس حوادث صادمة، بعد تعرّض عدد من اللاعبين إلى اعتداءات وصلت إلى حد الطعن بالأسلحة البيضاء، وسط دعوات لتوقيف نشاطه.

وفي هذا السياق، أعلن نادي الأخضر الليبي، الاثنين، تعليق النشاط الرياضي خوفا على أرواح لاعبيه وكافة طاقمه الرياضي، وذلك بعد تعرض بعثته إلى هجوم" سافر" وتكسير للحافلات وتهجم وضرب للاعبين، وتهديد لأرواح أعضاء النادي من قبل الجماهير المتواجدة في محيط ملعب بنينا في مدينة بنغازي، محملا المسؤولية إلى الأجهزة الأمنية، التي قال إنها لم تقم بتأمين الفريق.

ويأتي هذا الحادث، بعد ساعات من إعلان فريق الخمس الرياضي، عن تعرّض أكثر من 9 من لاعبيه للطعن بالسلاح الأبيض والبعض الآخر للضرب، عقب عودتهم من مباراتهم في طرابلس أمام فريق الملعب الليبي في الدوري المحلي.

وأضاف الفريق في بيان، أن حافلته تعرضت كذلك إلى الحرق مما تسبّب في إتلاف تجهيزات ومعدات النادي، معتبرا أن "ما حدث له هو تخطيط لقتل فريق كامل بأطقمه أمام الناس وفي الشارع العام، وهي سابقة في تاريخ كرة القدم"، داعيا إلى إنقاذ سمعة الكرة الليبية.

وأثارت هذه الحوادث، استياء وغضب الليبيين، حيث خرجت، الاثنين، احتجاجات غاضبة في مدينتي الخمس غرب البلاد والبيضاء شرقها، للتنديد بتفشي ظاهرة العنف الرياضي وللمطالبة بملاحقة ومحاسبة المعتدين واتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرارها.

في الأثناء، تعالت الأصوات في ليبيا للمطالبة بتعليق نشاط دوري كرة القدم، لوضع حدّ للعنف المتفشي في الأوساط الرياضية حتى لا يحصل ما لا تحمد عقباه، حيث اعتبر الصحافي بشير زعبية، أنه "إذا استمر الدوري على هذا الحال، فسيكون هناك مشروع حرب أهلية جديدة"، داعيا إلى ضرورة إيقافه لأن هناك من يريد أن يصل لهذه الحرب.

ومن جهته، كتب المدون فوزي تنتوش على صفحته بموقع "فيسبوك" تعليقا على الأحداث الأخيرة قائلا "أعتقد أنه يجب أن يتم تجميد الدوري لكافة الدرجات حاليا حفاظا على ما تبقى من نسيج اجتماعي بالبلاد"، بينما ترى الناشطة ماريا الخمسي، أن الوقت قد تأخرّ لاحتواء أزمة العنف الرياضي، مشيرة إلى أنه كان من المفروض أن يتم اتخاذ مواقف حاسمة منذ السنة الماضية عندما أزهقت روح بريئة وأصبحت الرياضة مصدرا للفتن، لتتوالى الحوادث بعد ذلك، في ظل صمت الجهات المسؤولة.

وحوادث العنف الرياضي متكرّرة في ليبيا، حيث توفي مشجع ليبي، العام الماضي، رميا بالرصاص، خلال أعمال شغب نشبت عقب المباراة التي جمعت الاتحاد مع الأهلي بنغازي.

وفي هذا السياق، رجّحت الناشطة سما علي، أسباب استفحال هذه الظاهرة إلى الانقسام السياسي والمؤسساتي الذي تعيشه ليبيا منذ سنوات، قائلا "لا رياضة ولا فن ولا دولة يمكن أن تقام لنا، مادامت نفس الطبقة السياسية تحكم"، مضيفة "ما يحصل في الملاعب وخارجها هي نتاج الطبقة الحاكمة التي تغوّلت على مقدرات الدولة في الغرب والشرق ولم تسلم منها حتّى الأندية الرياضية".