العدد 5707
الخميس 30 مايو 2024
banner
التشبث بالسلام العالمي والعمل من أجله
الخميس 30 مايو 2024

“على محبي السلام أن لا يَيْأسوا، مهما علت أصوات الكراهية والحرب، وخفتت أصوات السّلام والعقل والدين والقيم، تحت وقعة الأحداث المأساوية والصراعات الدموية، وأن لا يفتروا من الدعوة إلى إحياء جذوة الضمير الإنساني المؤمن بغد أفضل، يسوده السلام والوئام”. الحديثُ أعلاه للأمين العام لـ “منتدى أبوظبي للسلم” المحفوظ بن بيه، جاء أثناء لقاء له مع المساعدة الخاصة للرئيس الأميركي جو بايدن، والمديرة التنفيذية لمكتب البيت الأبيض للشراكات الدينية وشراكات الجوار، ميليسا روجرز، في العاصمة الأميركية واشنطن، وذلك في سياق “جهود صناع السلام العالمي وسبل تعزيزها في ظل التحديات الراهنة، وتنامي الخطابات الإقصائية”، وفق ما نقلته “وكالة أنباء الإمارات”.
هذه الدعوة التي وجهها المحفوظ بن بيه لمحبي السلام بأن “لا يَيْأسوا”، تأتي في ظل تنامي مستويات العنف، وسقوط ضحايا مدنيين وأطفال أبرياء في أكثر من مكان، وتواصل الحرب في الشرق الأوسط، ومخاوف متصاعدة من اجتياح بري إسرائيلي لمدينة “رفح”، وهي التطورات العسكرية والأمنية التي تهدد السلم العالمي وليس الإقليمي وحده، وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه العمل الحقيقي والجاد لإحياء مسار موثوق من أجل السلام في الشرق الأوسط، وهو ما تنشط فيه دول عربية، تريد أن تضع حداً للمعاناة الإنسانية في قطاع غزة. هذه المسؤولية رغم ثقلها وصعوبة مسارها، إلا أنها ليست ملقاة على كاهل الدول وحسب، بل مسؤولية المؤسسات المدنية والقيادات الروحية والعلمية والفكرية، لأن خلق مناخات شعبية ورأي عام واسع مؤيد للسلام، يحتاج تكاتف جهود هؤلاء جميعاً. الزيارات المكوكية لأكثر من عاصمة عربية وإسلامية وغربية مهمة، والتي يقوم بها الأمين العام لـ “منتدى أبوظبي للسلم” المحفوظ بن بيه، تأتي في هذا السياق الذي ينشط بهدف التنسيق والتعاون بين المؤسسات الدولية المؤمنة بقيم السلم واحترام تنوع الثقافات والأديان، وتريد أن تتحول برامج هذه المؤسسات من مجرد نشاطات نظرية بحتة إلى مشاريع عمل مشتركة ترسخ في الجيل الجديد والمجتمعات المختلفة قيم السلام واحترام الآخر ونبذ العنف والعنصرية والكراهية. مهمة ليست يسيرة، إنما ملحة وضرورية، والنهوض بها يحقق مصلحة عامة للبشرية جمعاء.
* كاتب وإعلامي سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية