+A
A-

جلالة الملك المعظم يشارك في الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في العاصمة الصينية بكين

شارك حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، هذا اليوم في الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي المنعقد في العاصمة الصينية بكين، والذي افتتحه فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، وذلك في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها جلالته الى جمهورية الصين الشعبية الصديقة.

لدى وصول جلالة الملك المعظم إلى مقر انعقاد المنتدى، كان في مقدمة مستقبلي جلالته رعاه الله فخامة الرئيس الصيني، الذي رحب بجلالته وبمشاركته في هذا المنتدى الهام، كما كان في الاستقبال عدد من كبار المسؤولين في الحكومة الصينية.

وقد ألقى فخامة الرئيس الصيني كلمة رحب فيها بأصحاب الجلالة والفخامة والسمو رؤساء الدول المشاركة في المنتدى، وتطرق إلى العلاقات الصينية العربية، وأوضح فخامته حرص الصين على تطوير هذه العلاقات والارتقاء بها بما يسهم في تطور التعاون العربي الصيني.

ثم تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه بإلقاء كلمة سامية في الجلسة الافتتاحية لمنتدى التعاون الصيني العربي، وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

 فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية،،

أصحاب الفخامة والسمو والمعالي والسعادة،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

يسعدنا، فخامة الرئيس، المشاركة في الجلسة الافتتاحية لمنتدى التعاون العربي - الصيني، شاكرين لكم دعوتكم الكريمة، ومقدرين جهودكم الرامية إلى تعزيز العلاقات العريقة بين الحضارتين العربية والصينية المتجذرة في التاريخ، التي تستحق منا كل تقدير وثناء، ونؤكد، بهذا الصدد، على مساندتنا لمبدأ الصين الواحدة، ودعم سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.

وإذ نحتفل بالذكرى العشرين لهذا المنتدى، والمتزامن مع تولي مملكة البحرين لرئاسة الدورة الثالثة والثلاثين للقمة العربية، فإننا نهنئ جميع الدول الأعضاء على الإنجازات التي تحققت في إطار تعزيز العلاقات العربية - الصينية، ونشيد بما أسفرت عنه القمم المختلفة، كالقمة العربية - الصينية، والقمة الخليجية - الصينية، والقمة البحرينية - الصينية، من تعاون وثيق وخطط عمل مشتركة، تؤكد على التزامنا الجماعي لرفع مستويات التقارب والتنسيق المثمر على كافة المستويات.

فخامة الرئيس، الحضور الكرام،،

إنه لمن حسن الطالع، أن ينعقد هذا المنتدى في أعقاب قمة البحرين، التي تميزت بما طرحته من قضايا ذات أولوية قصوى، وبما نتج عنها من قرارات مهمة ومبادرات طموحة لتلبية احتياجات شعوب المنطقة، لتوفير خدمات التعليم والرعاية الصحية للمتأثرين من تداعيات الحروب والنزاعات في المنطقة، إلى جانب طرح مبادرة نوعية تهتم بتعزيز التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي، بما يحمله هذا القطاع من فرص استثمارية ومجالات عمل واعدة للشباب العربي.

ولابد من الإشادة هنا، بالرؤية الموحدة لقادة الدول العربية الأشقاء لدعم وتطوير التعاون الإقليمي والدولي من أجل السلام والتنمية، والعمل على إنهاء كافة الصراعات والنزاعات، وصيانة الأمن والاستقرار الإقليمي، وحماية حرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية حفاظًا على مصالح دول العالم أجمع.

وانطلاقًا من مسئولية رئاستنا للقمة العربية، في دورتها الحالية، سنسعى جاهدين من أجل تنسيق المواقف وحشد الدعم اللازم لهدف السلام الدائم، وندعو بهذا الخصوص، إلى سرعة انعقاد مؤتمر دولي للسلام، لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقيام دولته الوطنية. وقد أبدت مملكة البحرين استعدادها لاستضافة هذا المؤتمر الهام، كما إنها لن تدخر أي جهد لوقف الحرب المدمرة على قطاع غزة، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين، والدفاع عن حقهم في الحياة الكريمة الذي كفلته القوانين الدولية والشرائع السماوية.

ونشدد، بهذا الخصوص، على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية للاعتراف الدولي الكامل بفلسطين، ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ونتوجه بكثير من التقدير للمواقف المساندة لجمهورية الصين الشعبية تجاه القضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وجهودها الواضحة لتخفيف المعاناة الإنسانية للمدنيين من سكان غزة، من منطلق، التزامها الكامل بدعم مساعيهم وتوحيد مواقفهم لإقامة وطنهم المستقل، بإذن الله.

فخامة الرئيس، الحضور الكرام،،

إن مملكة البحرين تثمن مكانة الصين العالمية، وانجازاتها المشهودة في قدرتها على مواجهة تحديات العولمة مع الحفاظ على هويتها الثقافية وتقدمها الاقتصادي المتصاعد، وتشيد بالمساعدات السخية التي تقدمها الصين للدول النامية، والتي تعكس حجم التزامها بتعزيز الرخاء والكرامة الإنسانية في جميع أنحاء العالم.

وفي الختام، نتطلع إلى استمرار نجاح منتدى التعاون العربي - الصيني في تعزيز العلاقات بين منطقتينا، مع تمنياتنا للصين الصديقة استمرار تقدمها وازدهارها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

كما ألقى عدد من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو رؤساء الدول العربية كلمات بهذه المناسبة.

حضر افتتاح المنتدى عدد من كبار المسؤولين في الدول العربية، والمسؤولين في الحكومة الصينية.

ويناقش منتدى التعاون الصيني العربي في دورته الحالية سبل تعزيز وتنمية علاقات الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية الوثيقة التي تجمع بين الدول العربية، وجمهورية الصين الشعبية وتوسيع آفاق التعاون المشترك في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها، بالإضافة الى بحث مستجدات القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وتنسيق المواقف تجاهها بما يحقق المصالح والمنافع المتبادلة للجانبين.