العدد 5708
الجمعة 31 مايو 2024
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
سوء الإدارة الإعلامية الإيرانية لمقتل رئيسي
الجمعة 31 مايو 2024

يمكن القول بشكل واضح إن السياسة الإعلامية لوسائل الإعلام الإيرانية في تعاملها مع حادث مقتل رئيسي يمثل تخبطا صحافيا وإعلاميا، ولا يمكن لدولة تصف نفسها بأن لها وزنا بالعالم وقوة سياسية وإعلامية وعسكرية أن تصل فيها وسائل الإعلام ورسالتها الإعلامية إلى هذا المستوى من الضعف وسوء الإدارة الإعلامية. فوسائل الإعلام ووكالات الأنباء الإيرانية كانت متفرقة في رسالتها الإعلامية، وكأن كل وسيلة إعلامية تعمل في كوكب آخر لحادث آخر، لا وسائل إعلام في بلد واحد وتغطي حادث تحطم طائرة لرئيس الجمهورية.
فمثلا أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني فجأة عما أسماه "هبوطا اضطراريا" لمروحية الرئيس في محافظة أذربيجان الشرقية، تبين كذب وزيف هذا الادعاء لاحقا بسقوط المروحية. بالإضافة لذلك قالت وكالة مهر الإيرانية وبعد خبر الهبوط الاضطراري المزعوم إن "الرئيس الإيراني بخير وهو بطريقه مع كامل الوفد إلى مدينة تبريز" وتبين لاحقا كذب هذا الخبر. أيضا قالت وكالة تسنيم في تغطيتها: "تمكن بعض مرافقي الرئيس الإيراني في المروحية التي تعرضت لحادث من الاتصال بالمركز.. وتتزايد الآمال في انتهاء هذه الحادثة دون خسائر بالأرواح"، كذلك الأنباء الكاذبة التي تداولتها هذه الوسائل من أنه تم التواصل مع أحد المرافقين وقت سقوط الحادث تبين كذب هذا الخبر كون كل من على المروحية قتل. أيضا تم تداول العثور على الحطام بالساعات الأولى ونفى التلفزيون الإيراني ذلك الأمر. كذلك قالت فرق الإنقاذ ونقلتها وسائل الإعلام إنهم شموا رائحة وقود بمكان قريب ومتجهون للمكان، وبعد ساعة قال الهلال الأحمر الإيراني تعقيبا على ذلك التصريح: "نحن في المكان الذي أعلنوا فيه أن هناك رائحة وقود لكن لم نجد شيئا"، وبعدها بدقائق صرح الهلال الأحمر مرة أخرى بالتالي: "يبدو أن فرق الإنقاذ أخطأت في التمييز بين رائحة وقود السيارات ورائحة وقود المروحيات! وكل ذلك يثبت لنا سوء التعامل الصحافي والإعلامي لوسائل الإعلام الإيرانية لحادث سقوط مروحية رئيس الجمهورية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية