يقول جاثان جانوف - دكتوراه في القانون وكاتب مساهم في مجلة HR Magazine: “أرباب العمل يجتهدون دائماً للحصول على قدر كبير من العمل بتكلفة أقل. يرفعون على الدوام شعار “الموظفون أولاً” ولكن في أوقات الأزمات يتبين أن المقصود بـ “أولاً”، ربما يكون أول ما يقذف به من السفينة” انتهى. قد يختلف بعضنا سيدي القارئ مع هذا الرأي وربما يقول البعض بأن هذا قد يحدث في بيئات عمل تديرها مجموعة من الهواة ولكن يمكن أن نتفق بأن مثل هذه الممارسات قد يحدث.. أليس كذلك؟
 إليك سيدي القارئ هذا الموقف الذي قد يعكس خلاف ما ذكرناه آنفاً: تسلم الرئيس التنفيذي تقريراً من المستشار المالي يوصي فيه بتقليص عدد الموظفين، وذلك بسبب الظروف الصعبة والاستثنائية وغير المتوقعة للسوق. وقال في نهاية تقريره إن تسريح بعض الموظفين يعني الحفاظ على الغالبية. قرأ الرئيس التقرير بعناية أكثر من مرة وسيطرت عليه التساؤلات التالية:
 لقد ساهم هؤلاء الموظفون وخلال السنوات الماضية في عمل الأرباح للمؤسسة. لقد بذلوا من أجل ذلك الكثير من الجهد وأعطوا الكثير من وقتهم الخاص ووقت عوائلهم. كانوا مثالاً عظيما للولاء المؤسسي. هل نأتي الآن ونقول لهم إن الإدارة غير مسؤولة عنهم وأنها تتخلى عنهم في وقت هم في أشد الحاجة إلى مساندتها ودعمها لهم ولعوائلهم؟!!. هل هذه هي المكافأة؟ نصفق لهم عندما تعمل المؤسسة أرباحاً ونتخلص منهم في الأزمات.. هل هذا هو مفهوم “الموظف أولاً”؟؟
 وضع الرئيس التنفيذي تقرير المستشار المالي جانبا واتصل بمسؤول الموارد البشرية طالباً منه إعداد دراسة للوضع واقتراح الخيارات المناسبة خارج دائرة توصيات المستشار المالي فهو يمثل الموظفين وعرض الموضوع في اجتماع يحضره نوابه ومساعدوه. ما رأيك سيدي القارئ في موقف الرئيس التنفيذي والمستشار المالي؟