العدد 5714
الخميس 06 يونيو 2024
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الشعوبية الإسلامية وصراعها ضد العروبة الإسلامية
الخميس 06 يونيو 2024

عندما أسس حسن البنا حركة الإخوان المسلمين كان من أهدافها إسقاط الأنظمة العربية كافة، وإحلال زعماء ورموز الإخوان المسلمين مكان هذه الأنظمة وقياداتها، وإعادة تغيير فلسفة وفكر الشعب والمجتمع العربي من مجتمع مؤمن بالهوية العربية الإسلامية لمجتمع مؤمن بالهوية الإسلامية الشعوبية.
وقد عملوا على غرس فكرة الإيمان بأن إيران أو أفغانستان أو بقية الدول الإسلامية غير العربية هي محور الإسلام ومحور الحضارة والتطور والقوة والعنصر النقي المتفوق على العرب بكل شيء. فمثلا، حينما كانت إسرائيل تحتل لبنان البلد العربي أوائل الثمانينات، كان الإخوان يقاتلون بأفغانستان ضد الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، وكانوا يطلقون على أنفسهم “المجاهدين الأفغان”، أي أنهم تركوا لبنان العربي المحتل إسرائيليا والقريب من فلسطين العربية المحتلة واتجهوا لبلد إسلامي للقتال فيه، وكل ذلك لإيمان الإخوان المسلمين بفكرة الشعوبية الإسلامية على حقيقة الهوية والفكر والتاريخ والحضارة العربية الإسلامية.
ورأينا كيف ساند الإخوان الجماعات المتطرفة في العبث بدول الخليج وأمنها والتغلغل بالمجتمع الخليجي لغرس فكرة الشعوبية الإسلامية ضد العروبة الإسلامية، إلا أنه وبعد كل المؤامرات الشعوبية وبعض الدعم الغربي للإخوان المسلمين والمغلف بعباءة الديمقراطية والحرية، فشل الإخوان فشلا ذريعا في غرس فكرة الشعوبية الإسلامية واستبدالها بالعروبة الإسلامية. فها هي مصر عربية، وسوريا أيضا، والعراق الذي مد يده للعرب، واليمن بدأت تنتفض على شعوبية الحوثي، وها هي الأصوات السنية والمسيحية والشيعية العربية بلبنان بدأت الانتفاضة ضد شعوبية نصر الله. والخليج أصبح كتلة عربية إسلامية عظيمة لها وزنها السياسي والاقتصادي والعسكري. لهذا علينا الإيمان بأن العرب المسلمين أمة صنعت التاريخ والحضارة والخير للإنسانية، وهاهم يعودون لصناعة التاريخ من جديد.

كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .