+A
A-

الفنان الياباني توشيوكي إينوكو... عندما يمزج لوحاته بالتقنية‏

أن تحظى بلقاء مع الفنان الياباني القدير توشيوكي إينوكو، يعد فرصة ذهبية كبيرة، لما يشتهر به من إتقان في أعماله الفنية المتقدمة بالتكنولوجيا، وكان منذ صغره يأخذ فكرة "التفكير خارج الفندق" أساس أعماله الفنية وصولا إلى تقديم فكرة تقديم معرض لأعماله وللفن بطريقة مختلفة مع فريق كبير باسم teamLab في اليابان ووصل مؤخرا إلى خارج الحدود وإلى جدة تحديدا ومستقبلا في أبو ظبي ويمكن عندنا في البحرين من يدري.
 في المتحف الفني نشاهد أعمال إينوكو مع على شاشات عملاقة تتفاعل وتحس وتتغير باستمرار بصورة فنية مذهلة وساحرة، مسافات البلاد التقت بهذا المبدع الياباني وكان معه هذا الحوار الفني الشائق:
 
لماذا قررت جلب متحف teamLab إلى جدة؟
 تم اتخاذ القرار منذ مدة طويلة، مع العديد من التجهيزات والاستعدادات التي تأتي مع فكرة متحف teamLab الأساسي وتدفق الفن، فيتمحور المشروع حول البيئة المشتركة في هذا العالم، حيث نقدم الظواهر الجميلة في البيئة وتحويلها إلى أعمال فنية قائمة بذاتها، تتفاعل مع من يشاهدها ولا تكون مستقرة بشكلها كما هي الحياة اليوم في السعودية بتطوراتها
 بخلاف العناصر المادية القوية التي تحافظ على شكلها بغياب التأثيرات الخارجية، الأعمال الفنية بالمتحف هي الحياة في كل نقطة من العالم، فنحن نستكشف الطرق التي يمكن من خلالها تغيير العلاقات بين الناس وكيف يمكن للتقنية‏ الرقمية توسيع نطاق الفن وإزالة الحواجز بين العمل والمشاهد.
 تجربة المتحف هي أن حركاتك تحفزها الأعمال الفنية، عندما تتجول في المتحف وتجد نفسك منغمسا في الأعمال الفنية، سوف تتفتح الزهور فور لمسها وستتغير الشلالات من تدفقها، مما يسمح لك بالانتقال من مكان إلى آخر مثل الفراشة، بينما تدوم رائحة الزهور، وينقلك صوت الموسيقى الهادئة إلى العالم الرقمي الذي أنت فيه.
 
 حدثنا أكثر عن فكرة تقديم الأعمال الفنية في متحف تفاعلي بصورة أشمل
 قمت بتأسيس teamLab في عام 2001 مع بعض الأصدقاء كمساحة للإبداع المشترك، كان ذلك هو العام الذي تخرجنا فيه من الجامعة، وكان معظم الأعضاء الأوائل من المبرمجين والمصممين والمهندسين، وكنا ننشئ تركيبات فنية منذ البداية، لكن لم تتح لنا الفرصة لتقديمها.
 لم يكن بوسعنا أن نتخيل كيفية الحفاظ على إنتاجنا الفني كفريق اقتصادي، ومن ناحية أخرى، كنا نؤمن بقوة التقنية‏ الرقمية والإبداع، وقد أحببنا ذلك بكل بساطة، وأردنا فقط الاستمرار في إنشاء شيء مختلف بغض النظر عن نوعه من خلال متحف تفاعلي بالاعتماد على عدد من التقنيين والمهندسين المعماريين ورسامي الرسوم المتحركة بالحاسوب (CG) والرسامين وعلماء الرياضيات ومهندسي الأجهزة، والآن لدينا أكثر من 400 عضو.
 
حدثنا عن أول مشاريعك
 كان عمل فني تعاوني مع موسيقيين وكانت الفكرة هي عندما تلعب الموسيقى يمكن للأشخاص الذين يشاهدون العرض المباشر وضع تعليق على الإنترنت، وأخذنا هذه التعليقات وعرضناها داخل المساحة، لذلك كانت التعليقات تطفو في كل مكان، وتم عرضه على الحائط، وخلقت التعليقات في النهاية شكل شجرة وسط إعجاب الجميع
 وبالفعل كان ذلك من الأمور الصعبة التي انطلقت بها مع الفريق بسبب قلة مواردنا، ولم تكن التقنية‏ متقدمة مثل اليوم، لذلك بمجرد تقدم التقنية‏ جعلت من السهل القيام بأشياء أكثر تعقيدا، ويبدو الأمر أسهل بكثير مما نقوم به الآن، لكنه في الواقع كان عملا صعبا للغاية.
 
هل كنت شغوفا دائما بالفن الرقمي والتكنولوجيا؟

 عندما كنت في الجامعة في 1986، درست الفيزياء والرياضيات وعلوم الكمبيوتر، وكان هذا في الوقت الذي ولد فيه الإنترنت، وكان لدى الكثير من الاهتمام به، وكنت أتساءل كيف يمكن للتكنولوجيا الرقمية أن تمنح المزيد من الحرية للتعبير البشري، وكنت حريصا على استكشاف إمكاناتها.
 كنت مفتونا بكيفية إدراك البشر لما يدور حولنا وهل هو فقط لكي ننظر إليه وهل هناك حدود للفن. كنت أرغب في استكشاف إنشاء مساحة لا توجد فيها حدود.
 وعندما بدأت، لم يكن أحد مهتم بهذا لكنني كنت أرى أننا نحن البشر جزء أساسي كمْ كل شيء حولنا خصوصا في أعمالنا الفنية.
 
 كيف ترى ظاهرة إدمان التقنية‏ وتحديدا في الفن المعاصر؟
 لا يركز برنامج TeamLab حقا على التكنولوجيا نفسها بصورة كاملة، بل على مفهوم "الرقمي"، نحن حريصون على استكشاف كيف يمكن لهذه الظاهرة توسيع نطاق الفن، ومن المؤكد أن أجهزة الكمبيوتر الشخصية والهواتف الذكية هي امتدادات للعقل الفردي، إلى جانب منصات السوشال إعلام التي هي مرآة لحياتنا الشخصية.
 نريد أن نصنع شيئا يمكن استخدامه من قبل عدد من الأشخاص في نفس المساحة، ونعتقد أن تغيير مساحة ما باستخدام الفن الرقمي يمكن أن يغير بشكل غير مباشر العلاقات بين الأشخاص الذين يشغلون تلك المساحة.
 
أغلب اللوحات الفنية التكنولوجية أساسها الطبيعة؟
 في هذا المشروع، الطبيعة نفسها تصبح فنا، فبدلا من اقتراح عرض الفن في المدينة، على سبيل المثال، نقول إن أجزاء من المدينة نفسها يمكن أن تصبح فنا، ويمكننا بعد ذلك توسيع هذا المفهوم ليشمل مدينة بأكملها، والتي تصبح مساحة فنية ضخمة، ولكن لا يزال بإمكانها القيام بوظائفها الطبيعية ومن خلال تحويل المدينة إلى فن رقمي، قد يكون من الممكن تحفيز العلاقات الإيجابية بين الناس في المدينة. للتأكيد مرة أخرى، نحن نؤمن حقا أن الفن الرقمي يمكن أن يؤثر على الطرق التي يتواصل بها الأشخاص داخل الفضاء.