حركة الإخوان المسلمين تستهدف بالدرجة الأولى كل ما هو عربي، مقابل تمجيد كل ما هو غير عربي، وهي تستهدف الأنظمة العربية والمجتمع العربي والهوية العربية والوحدة والتماسك العربي مقابل تمجيد الأنظمة الإسلامية غير العربية والإشادة بالمجتمع والهوية العرقية لهذه الأنظمة، لهذا عمدت الرسالة السياسية والإعلامية والفكرية للإخوان المسلمين على محاولة الاستعانة بحزب العدالة والتنمية ضد العرب، كما عمدوا لإقناع الحزب بأن العرب كلهم وعن بكرة أبيهم ينتظرون الوقت الذي يقوم به الحزب بضم الدول العربية لامبراطوريته لأنه قائد العالم العربي والإسلامي.
ووجد بعض أعضاء الحزب الفرصة سانحة لمحاولة تحقيق مصالح عن طريق محاولة السيطرة على الأنظمة العربية تارة بالاتفاقيات كما حدث مع بعض الشخصيات في ليبيا، وتارة أخرى بالتدخل المباشر تحت شعار حماية المصالح كما في العراق والحرب ضد حزب العمال وداعش والنظام السوري، وتارة بالدعم المباشر للإخوان. هنا وبحنكته السياسية والوطنية، وحرصه على مصالح تركيا وأن العرب والأتراك يجب أن يكونوا جبهة وتحالفا واحدا قويا لتحقيق مصالح الجميع، قام الرئيس أردوغان بقرار تاريخي (بأن العرب أبقى من الإخوان)، وأن الإخوان دمار على كل من يصدقهم أو يتحالف معهم، لهذا مد الرئيس أردوغان يده لإخوانه العرب الذين مدوا أيضا أياديهم له وبدأت صفحة جديدة من العلاقات العربية التركية. وقد بدأت الحكومة التركية بقيادة أردوغان بخطوتها الشجاعة بالتخلص من الإخوان في تركيا لأنها تعلم أن مصالحها الوطنية مع العرب وليس مع حركة تبيع الدمار للآخرين. 
لهذا فإن هذه الخطوة تحسب للرئيس أردوغان لجمع تركيا مع شقيقاتها العرب لمنع الإخوان المسلمين من العبث بالوحدة الإسلامية ودق إسفين بين العرب وتركيا.

كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي