العدد 5722
الجمعة 14 يونيو 2024
banner
ارسم خطواتك أيها الطالب وإن كانت حلما بعيدا
الجمعة 14 يونيو 2024

وأنا أشاهد جموع الطلبة المتفوقين الذين حضروا لجريدة “البلاد” للتصوير والمقابلات، خرج سهم مصوب نحو عقلي وفجر السؤال التالي.. من المؤكد بين هؤلاء مواهب تنجذب نحو نشاط معين، وقد يصطدمون برغبة ولي الأمر الذي قد يختار لهم طريقا آخر.. كيف سيتعاملون مع الموقف وما هي أسوأ الأضرار لو اختاروا بهجة الطريق الآخر.
قد تكون القصة التالية خير مثال على أنوار التحدي والإصرار الرمادية! كان هذا الفنان منذ صباه يقرأ ويفكر كثيرا، كان لا يستطيع أن يركن إلى القرار، وبدأ يرسم لكن مزاولته الرسم خلقت له عقبات، فوالده كان من رجال الدين ولم يترك له مجالا للإنتاج الفني، لذلك وجهه إلى الأزهر لكي يصبح مثله، لكن طبيعة الفنان الفنية ثارت على التعليم في الأزهر، ولم يحتمل وجوده فيه أكثر من سنة واحدة انتقل بعدها إلى المدرسة الابتدائية. 
واستمر يرسم دون أن يشعر والده حتى حصل على ميدالية وزارة المعارف، وعندما نال التوجيهية أصر أن يدخل كلية الفنون الجميلة - حلمه الكبير - ونزولا على إصراره وافق والده وهو غاضب.
وأقام هذا الفنان أول معرض له رغم أنه لم يكن يملك قرشا واحدا، إلا أنه استطاع أن يقيم المعرض بالنقود التي أخذها من والده لشراء لوازم الشتاء، ثم دخل قسم النقد بمعهد التمثيل إلى جانب كلية الفنون وحصل على الدبلومين، واستمر يقيم المعارض وينفق الأموال على أدوات الرسم ثم يبيع إنتاجه الفني ليسدد ديونه ويعود إلى شراء أدوات الرسم وإقامة المعارض وقراءة الكتب.
وبعدها قرر أن يدخل كلية الآداب قسم الفلسفة، وكان غرضه من هذا أن يجد وظيفة تعطيه الإيراد الذي يدفعه إلى الرسم دون أن يضطر لبيع إنتاجه الذي يعتز به، وشيئا فشيئا حتى لمع اسمه في عالم الشهرة.
ارسم خطواتك أيها الطالب وإن كانت حلما بعيدا. 
*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية