العدد 5722
الجمعة 14 يونيو 2024
banner
استعراض الأطفال رقمياً أخطر مما نتصور
الجمعة 14 يونيو 2024

في عصرنا الرقمي المزدحم بالرغبة الجامحة في الاستعراض على منصات التواصل، باتت مشاركة لحظاتنا مع العائلة والأصدقاء عبر الإنترنت أمرًا شائعًا ومحفوفا بالمخاطر في ذات الوقت. هنا، نحن أحرار فيما يتعلق بنا نحن الكبار، لكننا نجور على حقوق كائن لم يملك قراره بعد، وهم أطفالنا، لنقوم بما يعرف بـ “استعراض الطفل رقميًا” عبر مشاركة صور أو معلومات عن أطفالنا عبر الإنترنت دون الحصول على موافقتهم. قد تبدو هذه المشاركة بريئة، لكنها قد تُسبب ضررًا حقيقيًا لأطفالنا، الآن ومستقبلًا.
ثمة حملة من مخاطر استعراض الطفل رقميًا:
 قد تُستخدم المعلومات الشخصية للأطفال من قبل أشخاص ذوي نوايا سيئة، مثل استغلال صورهم أو بيع بياناتهم.
 يفتقر الأطفال الصغار إلى القدرة على فهم مفهوم الموافقة الرقمية، ونشارك نحن معلوماتهم دون مراعاة مشاعرهم أو رغباتهم.
أما على صعيد حرمانهم من إعادة كتابة الطفولة، فقد تُشكل مشاركة كل لحظة من طفولة أطفالنا على الإنترنت ضغطًا عليهم، وتحرمهم من فرصة عيش تجاربهم بشكل طبيعي.
هناك أيضا التأثير السلبي على الصحة النفسية، فقد تُعرض مشاركة صور محرجة أو مواقف سلبية أطفالنا للتنمر أو السخرية، ما يُؤثر سلبًا على ثقتهم بأنفسهم وصحتهم النفسية وسط أقرانهم.
تقدم المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الطفل على الإنترنت، مثل اليونيسيف، نصائح مهمة لحماية خصوصية أطفالنا في العالم الرقمي:
تجنب المشاركة المفرطة: بتحديد المعلومات التي تتم مشاركتها بعناية، وتجنب مشاركة صور محرجة أو معلومات شخصية حساسة.
الحصول على موافقة الأطفال: عندما يكبر أطفالنا بما يكفي لفهم مفهوم الموافقة الرقمية، يجب أن سنطلب موافقتهم صراحةً قبل مشاركة أي شيء عنهم.
حوار مفتوح: من المهم المناقشة مع أطفالنا بشأن مخاطر مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت، وتشجيعهم على طرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفهم.
إعدادات الخصوصية: التأكد من ضبط إعدادات الخصوصية على حسابات ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل يحد من انتشار معلومات أطفالنا.
التفكير بمسؤولية: علينا أن نتذكر أن أطفالنا أفراد مستقلون لهم مشاعرهم الخاصة، ينبغي احترام رغباتهم في ما يتعلق بمشاركة معلوماتهم الشخصية.
دور الوالدين والمجتمع:
التعاون: لا يقع عبء حماية أطفالنا في العالم الرقمي على عاتق الوالدين فقط، بل يتطلب تعاونًا من جميع أفراد المجتمع، بما في ذلك صانعو السياسات وشركات التكنولوجيا.
تثقيف وتوعية: يجب نشر الوعي بشأن مخاطر استعراض الطفل رقميًا، وتوفير الأدوات اللازمة للوالدين والمجتمع لحماية خصوصية أطفالهم.
سياسات حماية: يجب على المدارس والمؤسسات الأخرى وضع سياسات واضحة حول مشاركة صور الأطفال ومعلوماتهم عبر الإنترنت.
إن مشاركة لحظات جميلة مع أطفالنا عبر الإنترنت أمر طبيعي، لكن يجب أن يتم ذلك بمسؤولية ووعي بالمخاطر المحتملة. من خلال اتباع النصائح المذكورة أعلاه، والتعاون معًا كمجتمع، يمكننا خلق عالم رقمي أكثر أمانًا لأطفالنا، ونُساهم في حماية خصوصيتهم ثم النفسية.
لنتذكر: أطفالنا هم  الجيل الأول الذي ينشأ على الإنترنت، ونحن الجيل الأول من الآباء الذين يُربون أطفالهم في ظل هذه التكنولوجيا. فلنكن على قدر المسؤولية، ونُحافظ على سلامتهم في عالمنا الرقمي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .