العدد 5727
الأربعاء 19 يونيو 2024
banner
قبعة التخرج
الأربعاء 19 يونيو 2024

عجلة الحياة التي تسير بصورة سريعة لا تكاد تترك مجالاً إلا ونرى بصمات الزمن السريع تهيمن على مشاهد الحياة التي نعيشها، فالمضي السريع في السنوات بلا شك تظهر ملامحه في إدراكنا كبر أبنائنا وانتقالهم لمراحل دراسية بصورة سريعة من الروضة للابتدائي ومن ثم الإعدادي وسرعان ما تنقضي المرحلة الثانوية حتى نجد أنفسنا أمام أهم وأجمل مشهد، حيث يرتدي أبناؤنا قبعة التخرج معلنين انتهاء سنوات المدرسة والإقبال على الحياة الجامعية، مراحل تمضي بين تحديات التربية وتحديات المراحل العمرية التي يحدث فيها التغيير النفسي والبيولوجي الذي يتطلب جهدا في إدراك المربين كل ما يحدث للأبناء.

لا توجد رحلة تربية دون مشقة يتحمل فيها الأبوان الكثير من الصعوبات والمحاولات الجادة لتيسير حياة الأبناء، مسيرة لا تخلو من الألم والفرح ومن القرارات الحاسمة ومن المجهود الذهني والجسدي الذي يتحمله الأبوان بالإضافة للمشاعر.

إن المشاعر النبض الصادق الذي يعكس عمق أدوار الوالدين والتي تظهر بوضوح أمام مشهد التخرج وكأن شريط الذكريات يمر في لحظة اختزل فيها 12 عاما من المراحل الدراسية، من صرخة الرضيع إلى عناد المراهقة وصولاً إلى رفع قبعة التخرج والحديث عن رخصة القيادة.

إن التأمل في رحلة تربية الأبناء مهم جداً لتجديد النظرة في الحياة وتجديد سواعد الأمل للاستمرار في العطاء قدر المستطاع، ومضاعفة الامتنان للأقدار اللطيفة التي تثلج صدرنا بالنعم، نعم قد تنطوي صفحة التخرج ولكن تبدأ صفحة جديدة من المهمات والمسؤوليات والقلق.

- كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية