+A
A-

"عالم متغير" يسلط الضوء على مسائل عميقة تحاكي الفكر والعقل والمشاعر

دشنت الكاتبة د. حورية عباس الديري أحدث إصدارتها "عالم متغير" بحضور مستشار جلالة الملك المعظم لشؤون الشباب والرياضة صالح بن عيسى بن هندي المناعي ونخبة من الأدباء والكتاب والمدعوين والضيوف، ويعكس كتابها الجديد صورة مختلفة لوجهات نظر عديدة حول الكثير من القضايا الشخصية والمجتمعية في صورة ممارسات واقعية في سطور تترجم مسيرة التغيير في الحياة.

وفي هذا الصدد قالت الديري بأن الكتاب عبارة عن السر الذي يؤمن بأن التغير هو مسيرة حياة تتطلب جهدا وعطاء وإبداعا يسعى في الطريق ليسموا نحو السماء، والذي يتطلب على القارئ أن يكون غواص ماهر من أجل اقتناصه والتعرف على الأسرار التي يحتويه.

وبينت الديري بأن الكتاب أخذ منها مدة 3 سنوات لإتمامه قبل أن يرى النور، وعنوانه هو ذاته عنوان المقال الأسبوعي الذي ينشر في الصحيفة، كما أنه امتداد للتجربة، ويحتوي بداخله على 40 لوحة من رسم الفنانة فاطمة حسن والذي سعت لترجمة الكلام وتخيله ورسمه بلوحات توصل المواضيع المتضمنة فيه بكل وضوح.

ولفتت الديري بأنها أصرت على تقديم كتاب يحتوي على موضوعات متنوعة تتخللها عدة رسائل تقدم بطريقة مختلفة بعضها مباشر والآخر مبهم تساعد على عيش حياة تملؤها الواقعية والتفاؤل وتقبل التغيير بصورة إيجابية، في سياق معاصر وواقعي يتناسب مع المرحلة التي نعيشها بحيث كل من يقرؤها يظن أنها موجهة إليه، لافته بأن القارئ يكون -في معظم الأحيان- في قمة الحاجة لسماع كلمه تغير حياته وتنقله إلى عالم آخر.

وقالت الديري بأن فكرة تأليف الكتاب جاءت خلال جائحة كورونا حين أدركت بأن العالم يمر بتغيرات قوية ليست بالسهلة، ولا يعرف أحد ما يجب عليه فعله، إلى جانب تغير الأمور والعلاقات بطريقة مختلفة، وانسحاب التواصل بحيث أصبح إلكترونياً وافتراضياً، وعليه تسألت الديري ما هو الجديد، وما الممكن تقديمه خلال هذه الجائحة؟.

وأضافت الديري بأن الجائحة جعلتها تستوقف على بعض التجارب كونها أستاذة جامعية وتتعامل مع طلبة جامعين ما يعني أنهم بحاجة إلى الدعم ولا سيما أن التعليم كان عن بعد في تلك الفترة، ومن هنا أتى السر في العثور على حل في كيفية المساهمة في تعديل بعض الأمور وتقديم الأفكار التي من الممكن أن تساعدهم مثل الصحة النفسية.

وأضافت الديري بأن كتابها يعد فرصة لجعل الشخص يصل فعلا لمرحلة من القبول للواقع والذات كما هي، ويقبل بالتغير، إلى جانب دعوة البشر لتوطيد العلاقات مع بعضها البعض بشكل أفضل.

وأكملت أن الكتاب يعد دليل يساعد القارئ ليس على مستوى القراءة فحسب وإنما تجعله يجيب عن الأسئلة الموجودة فيه ويحلل مسائل عميقة في الحياة ورسائل تحاكي الفكر والعقل والمشاعر وأنماط الشخصيات المتعددة.

وأكدت بأن مواضيع الكتاب كلفتها جهداً ووقتاً كثيراً وقراءات عديدة وبحوث مستمرة من أجل الخروج بموضوعات شاملة لإيصالها للمتلقي من خلال أجزاء الكتاب الأربعة، لافتة بأن الكتاب شامل لجميع الأعمار بحيث يأخذ كل فرد من الأسرة الرسالة التي تتناسب معه، مضيفة بأنه مناسباً للنقاش العائلي.

وأشارت الديري بأن الكتاب يحمل دعوة صريحة للمزج ما بين الكتاب الورقي والجانب الإلكتروني والمكتبة الإلكترونية لما تزخر به من كتب، وهذا ما تم التلميح له في غلاف الكتاب، حيث توجد مجموعة من الأوراق المتطايرة وكأنما فيها إيحاء إلى القارئ بضرورة العودة إلى الكتاب الورقي كونه الكنز الأساسي، ويعود ذلك لوجود نخبة من الناس ممن يريدون مواصلة النمط المعتاد عليه إلى جانب محاولة إيجاد طريقة أخرى من خلال قراءة الكتب الإلكترونية و"اليوتيوب" كونه أصبح مكتبة إلكترونية مصورة بالصوت والصورة تحتوي على الملخصات للكثير من الكتب تغني عن القراءات واقتناء الكتب الورقية.

وبينت الديري بأن التوجه الآن أصبح ناحية كتب تطوير الذات بما فيها من مهارات تعزز جانب القيادة والتواصل والحوار والتعايش وقبول الآخر، لافته بأن الإناث أكثر إقبالا على اقتنائها وقراءتها، ويعود ذلك لطبيعتهم التي تختلف عن الرجل من ناحية التفكير، حيث إن المرأة متعددة المهارات، وتستطيع إنجاز أكثر من شيء واحد في ذات الوقت، في حين أن الرجل بطبيعة تفكيره يرتب أولوياته، وينجز مهمة واحدة ثم ينتقل إلى الأخرى، أي إنه نادراً ما يحتاج إلى الأدوات التي من الممكن أن تساعده لترتيب حياته، إلى جانب كونه أكثر ميلاً لحضور المؤتمرات والدورات وورش العمل عن قراءة كتب تطوير الذات.