العدد 5731
الأحد 23 يونيو 2024
banner
هل تصدق التحليلات؟
الأحد 23 يونيو 2024

إلى أين تتجه إسرائيل والأوضاع فيها؟ انطلاقا من الحرب التي اندلعت في غزة بعد السابع من أكتوبر وطوفان الأقصى؟ في مقال نشره في صحيفة هآرتس، تناول المحلل الاستخباري والاستراتيجي الإسرائيلي يوسي ميلمان، الوضع العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة وفي جبهة لبنان. وذهب المحلل ميلمان إلى أن حزب الله يعمل بقدر أكبر من التطور مقارنة بإسرائيل، كما أن خطر اندلاع حرب ثالثة في لبنان يتزايد. واعتبر أن نهاية الحرب في غزة ستؤدي إلى صفقة تبادل أسرى وستجلب السلام أيضا، ولو مؤقتا، على جبهة حزب الله. وشدد ميلمان في هآرتس على أهمية التسوية مع حركة حماس، حتى لو تم تفسير ذلك على أنه ضعف إسرائيلي، “ومن المؤكد أنه سيثير غضب اليمين الإسرائيلي المتطرف”. وخلص الكاتب الإسرائيلي إلى أن إسرائيل وجيشها يخسران الحرب على جبهتين رئيسيتين في الشمال وفي غزة، “وعلى جبهة ثالثة وثانوية تتشابك: في الضفة الغربية”. وقال إن إسرائيل ترفض الاعتراف بهذا الواقع “ويوهمون أنفسهم بأنهم سينجحون في إحداث انقلاب يقودهم إلى النصر”. في السياق ذاته كتب محلل الشؤون الإسرائيلية المطلع والمعروف، الفلسطيني حلمي موسى من قلب قطاع غزة: “إسرائيل من الداخل تعيش واقع “سقوط القسطنطينية”، بسبب الخلافات والنقاشات الداخلية الإسرائيلية في قضايا تافهة وثانوية فيما تخوض حربا شرسة في غزة وعلى الحدود مع لبنان إضافة إلى ما هو مقبل في الضفة الغربية”.

التوقعات والتحليلات الأخرى تتحدث بإسهاب عن خلافات القيادة الإسرائيلية مع القيادة الأميركية الحالية، خصوصا الخلاف بين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن، حيث يسود الاعتقاد بأن نتنياهو يعمل لإيصال دونالد ترامب وإسقاط بايدن. ماذا ستكون النتيجة؟ وهل سيؤدب بايدن نتنياهو على أفعاله وأقواله التي ستظهر أمام الكونغرس الأميركي الذي يستقبل نتنياهو من دون رضى بايدن؟.

وقد ردت إدارة بايدن سريعا على خطاب نتنياهو الأخير بإعلانها إلغاء اجتماعات استراتيجية مقررة بينها وبين وفد إسرائيلي لمناقشة الوضع في غزة ولبنان وإيران.

صحيح أن غالانت سيصل إلى واشنطن، ولكن من المؤكد أن الموقف الأميركي من نتنياهو سينعكس ولو جزئيا على محادثاته. في كل حال هناك قناعة في إسرائيل بأن ترامب شخص غير متوقع، وأنه قد يعامل نتنياهو وإسرائيل بنوع من الاحتقار إذا فاز في الانتخابات.

مع الأخذ بعين الاعتبار أن نتنياهو لا يملك حاليا أية حلول لا لغزة ولا للبنان ولا للعلاقات مع أميركا، سوى مزيد من التوريط والفشل، فأي من التوقعات والتحليلات قد يصح ويتحقق؟ أم أن كل ما يكتب في هذا المجال هو مبالغات وتوهمات وأضغاث أحلام؟.

- كاتب وأستاذ جامعي من لبنان

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .