العدد 5731
الأحد 23 يونيو 2024
banner
إدارة الحجيج
الأحد 23 يونيو 2024

انتهى موسم “حج البيت من استطاع إليه سبيلاً”، بهدوء بدأ، وبهدوء أُقيمت الشعائر ومورسَت المناسك، وبهدوء انتهى الموسم المبارك على أحسن ما يكون.

ليس ذلك بغريب على الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، التي أدارت الموسم كعادتها على خير ما يكون، وبدأ الحجيج بعد انتهاء الشعائر جميعها في العودة إلى بلادهم آمنين ساالمين.

نحمد الله ونشكر فضله أن بلادنا تنعم بالأمن والأمان، بالدين الحق والسلام والازدهار، بالإدارة القويمة والإيمان العميق بقدرة الإنسان على أرضنا الطيبة عند مواجهته لأصعب التحديات والدفاع عن المقدسات.

نحن نعرف أن أشقاءنا في قطاع غزة، بل وفي فلسطين المحتلة يعانون الأمرين، ونعرف أن قلوب الحجيج الذين جاءوا من كل فجٍ عميق قد وجهوا قبلتهم لله عز وجل بالدعاء إلى أهلنا المكلومين، بأن يفك الله كربتهم، وأن يعيد إليهم وطنهم وأن يمتعهم سبحانه بنعمة الاستقرار والسلام والعود الحميد من المهجر القسري.

كان الحجيج وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يمارسون شعائرهم وهم في كامل اللياقة الدينية والمعنوية، وكان الإشراف هذه السنة وإدارة شؤون زوار البيت الحرام على أعلى درجة من اليقظة وسط أجواء صيفية حارة لم يسبق لها مثيل.

ولكن أشقاءنا في المملكة كانوا كعهدنا بهم على مستوى المسؤولية، مستشفيات متنقلة بين ملايين الحجاج لعلاج حالات ضربة الشمس وتلك التي أصابت بعض كبار السن، رذاذ مياه لتكييف الأجواء في مِنى وعلى جبل عرفة، وفي أطول طريق ما بين المكانين المقدسين بل وفي مختلف الأماكن المكشوفة، عدم تكدس عند رمي الجمرات فلم نشهد حوادث للتدافع على إتمام المنسك المبارك، تسهيلات منقطعة النظير عند السفر والعودة إلى الديار بأمان وسلام وصحة وعافية، كل ذلك تم بفضل من الله عز وجل، وتيرة متراكمة أدى فيها أشقاؤنا السعوديون أدوارهم الأمنية والإدارية، والتنظيمية وغيرها بكفاءة واقتدار.

مر علينا عيد الأضحى المبارك بسرعة السنوات الضوئية الافتراضية التي نعيشها منذ هجمت علينا التكنولوجيا الفارقة بإحداثياتها المذهلة، وقوالبها المتحركة، وعناصرها الرقمية المتقلبة، والمدهش حقًا والغريب أن هذه التكنولوجيا قد حققت في موسم الحج هذه السنة وجودًا واضحًا سواء من حيث ارتباط الحجيج بذويهم أو ببلادهم على مدار الساعة، وسواء كان الحاج متنقلاً ما بين المناسك، وهو يؤديها على أعلى درجة من التنظيم والسلاسة والسهولة واليُسر.

موسم حج هذا العام غير، استفادة من خبرة السنين، من الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا العالم الجديد، مفارقات بين الأمس واليوم، وبين اليوم وما سوف يحل علينا في أيامنا المقبلة من تطور هائل في الأداء والمهمات، في التنظيم والإدارة، في السلوك القويم وأنصاره، وكل عام وبلادنا الحبيبة بألف خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية