+A
A-

د. مريم مشيخص: النساء أكثر عرضة للإصابة بـ“الآلام الليفية العضلية.. فما هذه المتلازمة؟

أكدت استشاري الطب الباطني - روماتيزم البالغين في مستشفى الإرسالية الأمريكي د. مريم عبدالواحد مشيخص، أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الآلام الليفية العضلية، موضحة أن هذه المتلازمة تشخص عندما يشتكي المريض من آلام عضلية ومفصلية واسعة الانتشار في الجسم، ويكون هذا الألم مصحوبا باختلال في النوم، تعب وإجهاد عام، كثرة نسيان، واعتلال في المزاج.

وقالت: مازالت أسباب هذه المتلازمة غير معروفة لحد الآن، إلا أن البحوث تشير إلى أن السبب قد يكون تضخم شعور الألم في الدماغ مقارنة بمقدار المؤثر الحسي على الأطراف.

وأضافت: قد يشعر المريض بألم شديد عند الضغط البسيط على إحدى العضلات، وفي هذه الحالة ليس لأن مقدار الضغط مؤلم في الحقيقة، ولكن لأن ترجمة الضغط في أعصاب ودماغ المريض مشوشة، فالناتج هو الشعور بالألم الخارج عن مقدار الضغط الحاصل. وذكرت أن النساء أكثر عرضة لهذه المتلازمة، كما أن مرضى الأمراض الروماتيزمية قد يصابون بهذه المتلازمة كمرض ثانوي للمرض الأصلي، مبينة أن بعض الدراسات تشير إلى أن المتلازمة تحصل بعد حدث يطرأ على المريض، كحادث سير أو ضربة، أو بعد جراحة أو التهاب بكتيري، وقد يحدث عند التعرض إلى ضغوطات نفسية.

وأوضحت أن العلاج يبدأ بالتشخيص الصحيح، مشيرة إلى أن أول خطوة في التشخيص هي التأكد من عدم وجود مرض أولي مسبب لمتلازمة الآلام الليفية العضلية، ويكون ذلك بمعرفة التاريخ المرضي بشكل مفصل مع إجراء فحص سريري شامل، كما يتم إرسال فحوصات معينة للتأكد من خلو المريض من مسببات أخرى لأعراض مشابهة، كنقص فيتامين د أو فقر الدم أو خمول الغدة الدرقية.

وأكدت أن علاج متلازمة الآلام الليفية العضلية صعب ومعقد، ولا يوجد حل سحري للقضاء على الأعراض المزعجة المصاحبة لها، إلا أن الطبيب يبذل جهده مع المريض للوصول إلى خطة علاجية مشتركة لتحقيق النتائج المرجوة، موضحة أنه الاعتماد الأكبر يكون على العلاجات غير الدوائية.

ولفتت إلى أن الرياضة الدورية كالمشي والسباحة هي من أكثر الأمور منفعة للمرضى، مشددة على أهمية تنظيم النوم لتحقيق ساعات كافية مشبعة من النوم العميق، والذي قد يساهم في تحسين أعراض المتلازمة.

وأوضحت أنه في عدم جدوى الطرق غير الدوائية، يتم اللجوء إلى العلاجات الدوائية المتوافرة؛ لمحاولة تحسين جودة الحياة المصابين بهذا المرض.

وفي الختام قالت: الألم الذي يعاني منه المرضى المصابون بمتلازمة الآلام الليفية العضلية هو ألم حقيقي وليس تخيليا، والسيطرة على الأعراض ليست سهلة، إلا أنه يجب معرفة أن العلاج متوافر، كما أن من الضروري البدء في تحسين جودة الحياة عبر ممارسة الرياضة، ما يساهم بشكل كبير في تحسين نمط الحياة.