العدد 5733
الثلاثاء 25 يونيو 2024
banner
الانتصار على إسرائيل.. الفكرة والواقع
الثلاثاء 25 يونيو 2024

القول إن المقاومة في غزة ولبنان وغيرهما سجلت أهدافا في مرمى إسرائيل قول تؤكده الوقائع ولا ينكره حتى القادة الإسرائيليون والأميركان، لكن القول إن إسرائيل تتكسر وتحترق وتذوب وإنها تنتهي قريبا بل قريبا جدا قول فيه مبالغة، والمبالغة ليست في صالحنا لأنها تجعلنا نعيش حالة الانتكاسة التي سبق لنا نحن العرب والمسلمون أن عشناها عندما نتبين أن إسرائيل لم تتكسر ولم تنهزم ولم تذب وأنها لا تزال موجودة وقوية.

محاولة بعض الفضائيات العربية ومثالها “الميادين” إدخالنا في جو المنتصر الذي بيده كل الأوراق، وأنه فقط ينتظر اللحظة المناسبة كي يعلن عن انتصاره وعن هزيمة إسرائيل تفرحنا لكنها ليست في صالحنا، لأنها تدخلنا في حالة وهم تجعلنا لا نتقبل الواقع بعد قليل، فنشعر بطعم الهزيمة وإن حققنا بعض الانتصار. لا بأس من جعلنا نعيش الأمل في تحرير فلسطين ولكن حذار من المبالغة لأن الواقع يفرض نفسه ويقول أمورا أخرى. لعل المثال المناسب هنا هو أن طائرة حزب الله الإيرانية الصنع والتي أتت بكمية من الصور والأفلام من داخل إسرائيل وكانت فضيحة لإسرائيل وقدراتها ومحرجة لقادتها والمسؤولين عن أمنها أمر مفرح لنا، لكنه لا يعني في كل الأحوال أننا انتصرنا وأن إسرائيل هزمت وستزول بعد قليل، ففي هذا القول مبالغة تضر بنا.

واقع الحال يقول إن إسرائيل أقوى من المقاومة على اختلافها، وواقع الحال يقول أيضا إن المقاومة قادرة على أن توجع إسرائيل وتحرجها وتسجل في مرماها بعض الأهداف، لكن هذا الواقع نفسه يقول كذلك إن ما جرى حتى الآن وما يجري وما قد يجري في المستقبل القريب بناء على المعطيات لا يقول إن إسرائيل تتكسر وتتفتت وتنهزم وتقترب من الزوال ولا يقول إننا على وشك إعلان الانتصار وتحرير فلسطين. إدخالنا في حالة الوهم ليس في صالحنا بل يضرنا، فما يجري ليست أم المعارك، والمشوار طويل وصعب.

- كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .