يعتبر توزيع الكتب الدراسية قبل بداية الإجازة الصيفية سابقة نوعية على مستوى المنطقة أقدمت عليها وزارة التربية والتعليم نهاية الفصل الدراسي الثاني، بل وتعد من الخطوات الرائدة في مجال التعليم والتعلم، لكن قد يختلف البعض هنا في النظر إلى هذه الفكرة؛ فمنهم من يرى أن لا داعي لها وأن فترة الإجازة الصيفية هي فترة نقاهة محصورة في الراحة والاستجمام واللعب وممارسة الهوايات فقط، وليست للدارسة، وأن استلام الكتب مبكراً قد يعرضها للتلف أو الضياع. وفي المقابل هناك من ينظر إلى هذه الفكرة بعين تحليلية بصيرة، ويجد أن لهذه الفكرة العديد من الفوائد التي تعود بالنفع على جميع الأطراف المشاركين في العملية التعليمية سواء كانوا طلابا أو معلمين أو أولياء أمور.
حيث إن استلام الطلبة الكتب الدراسية يمكنهم من الاطلاع المسبق على المناهج الدراسية ومحتويات الكتب، والذي بلا شك سيساعدهم على تنظيم وقتهم ومعرفة المواد التي تحتاج إلى مزيد من التركيز والفهم. وهذا يعني إتاحة التعليم الذاتي في الإجازة الصيفية عن طريق الكتب التي تمثل حلقة وصل بين الطالب والمدرسة، وأنه يساعد في ذات الوقت على تعزيز وتنمية شعور الطلبة بالمسؤولية تجاه تعليمهم.
كما تساهم هذه الخطوة في تخفيف حالات التوتر التي قد تصيب الطلبة في بداية العام الدراسي وتكسبهم شعورا بالراحة والاطمئنان النفسي والإقبال على الدراسة بتركيز أكثر، وكل ذلك يرجع سببه للتحضير المسبق الذي يحقق الاستقرار ويبعد القلق والتشويش.
وبالنسبة لأولياء الأمور فإن التجهيز المسبق للكتب الدراسية والأدوات المطلوبة يساهم في تخفيف المسؤوليات والأعباء مع بداية العام الدراسي، ووجود الكتب الدراسية في المنزل يشجع الآباء والأمهات في توجيه الأبناء نحو استغلال أوقات الفراغ في قراءة ومطالعة الكتب الدراسية. وأما بالنسبة للمعلمين فإن وجود الكتب لدى الطلبة يعني جهوزيتهم للتعليم، ما يعني بدء العملية التعليمية من أول يوم دراسي، ما يقلل فرص التأخر في تغطية المنهج المطلوب. كما يضمن للمعلم سير الحصة الدراسية بشكل سليم يحصل فيه جميع الطلاب على الدعم والمساندة.
كل هذه الفوائد التي تم ذكرها نتيجة لهذه الفكرة تجعلها مستحقة الإشادة والثناء.
وما نتمناه في العام القادم أن يصاحب تسليم الكتب بيان ما هو مطلوب من أدوات وكراسات، إضافة لإرفاق جدول الحصص الدراسية للمواد المقرر دراستها في الفصل الدراسي الأول من العام الجديد.
فكرة مميزة ومبادرة في مكانها الصحيح تبين الاستعداد الجيد للعام الدراسي الجديد، كل الشكر والتقدير لوزارة التربية والتعليم وجميع كوادرها المخلصة.

كاتب بحريني