يلجأ العديد من المحللين إلى مؤشر (Gallup) للسعادة العالمية لتحديد أفضل البلدان للعيش فيها، ومن هذه المؤشرات الاستقرار المالي، والرعاية الاجتماعية الشاملة، وممارسات الحياة الصحية.

ويعتبر الاهتمام بكبار السن (فوق 60) والمتقاعدين من العوامل المهمة والاساسية في مؤشر السعادة العالمي، من خلال توفير أنماط الحياة النشطة لهم بمجرد انتهاء حياتهم العملية.

ويأخذ التقرير في الاعتبار عددا من العوامل، منها عدد الملاعب والمراكز الرياضية المخصصة لكبار السن والمتقاعدين. حيث تسمح الأنشطة الرياضية لهم بالحفاظ على لياقتهم وصحتهم البدنية والعقلية والنفسية.

وقد احتلت مملكة البحرين في تقرير السعادة العالمي لعام 2023 المرتبة (61) من بين 195 دولة شملها التقرير. وكان بالإمكان تحقيق نرتيب أفضل لولا افتقار المملكة للأندية والمرافق الرياضية المخصصة للمتقاعدين وكبار السن من الجنسين، والتي تعتبر من أهم الاحتياجات الصحية والترفيهية لهذه الفئة من المجتمع، والتي بلغ عددها وفقاً للتقرير الإحصائي للهيئة العامة للتأمين الاجتماعي 84 ألف متقاعد حتى فبراير 2024.
على الرغم من وجود العديد من الجمعيات الأهلية التي تقدم نفسها على انها راعية لحقوق كبار السن والمتقاعدين، وترصد لها الميزانيات من قبل الحكومة إلا أنها لا تمثل إلا أعضاءها فقط، وليس لها أي تأثير أو إنجاز يذكر على أرض الواقع.

إن الهدف الذي ينشده أي مجتمع هو تحسين جودة الحياة لكافة أفراده، وانطلاقً من هذا الهدف سنستعرض بعض التجارب العالمية في هذا المجال، ومنها: قيام الصناديق التقاعدية بتأسيس مراكز رياضية وصحية تستهدف كبار السن والمتقاعدين مقابل رسوم شهرية رمزية، وتكون في نفس الوقت مصدر دخل لها، حيث تمثل هذه الفئة قوة استثمارية كبيرة.

تبرع الدولة لقطعة ارض يبنى عليها مركز رياضي خاص للمتقاعدين بدعم من القطاع الخاص. أو السماح للمتقاعدين باستغلال مرافق الأندية الرياضية في الفترة الصباحية، لتشجيعهم على ممارسة الرياضة في بيئة مناسبة وتحت إشراف مدربين متخصصين.