عرف أهل البحرين بحبهم طلب العلم، وهو ما أنتج مجتمعا متعلماً على مستوى عالٍ من الثقافة، ولا يقتصر سعي البحرينيين للحصول على الشهادة الجامعية الأولى، إنما هاجس الكثيرين منهم يروح إلى أبعد من ذلك، وهو نيل الشهادات العليا في مختلف التخصصات، كما لا تقف هذه المساعي عند حد الحصول على دعم لإكمال الدراسة من عدمه، بل يستمر الاجتهاد حتى إن كان على النفقة الخاصة، إيماناً منهم بأن الاستثمار في النفس هو الثراء الحقيقي.

إنَّ أبسط ما يمكن أن يقدم لهذه الكوادر الوطنية هو مكافأتهم على نيل الدرجة العلمية، وعلاوة المؤهل العلمي هي واحدة من سبل التقدير والمكافأة، لكنها للأسف انقطعت منذ سنوات، وبالتالي فإن الحاصلين على درجة الماجستير أو الدكتوراه لا تتم مكافأتهم بشيء، كما لا استفادة مثلى منهم ككوادر وطنية نوعية.

طالب بعض أعضاء المجلس النيابي في فصول تشريعية منصرمة بحل منصف للحاصلين على الشهادات العليا، أسوةً بدول أخرى، لكن دون جدوى، وهو ما لا يكلف الدولة الكثير، خصوصا أن الجميع يعرف الاهتمام البالغ الذي توليه القيادة الحكيمة لتذليل أية صعوبات من شأنها أن تعرقل مساعي تحصيل الكوادر البحرينية علما أفضل وأعلى، وما برنامج سمو ولي العهد - حفظه الله - للمنح الدراسية العالمية الذي دشن عام 1999م إلا واحداً من أهم شواهد هذا التحفيز والاهتمام، وهو ما ندرك جميعأً أنه ينعكس وبشكل مباشر على دعم مسيرة النماء والازدهار التي تشهدها مملكة البحرين بفضل رؤية قيادية سديدة وكوادر وطنية مؤهلة تأهيلاً عالياً ونوعياً.

- كاتب وأكاديمي بحريني