من نافلة القول ان الهاتف المحمول بات جزءا حيويا لا يتجزأ من حياة الناس، واعتمادهم عليه بات أشبه بالإدمان التام، ومع زيادة هذه المساحة من تأثير الجهاز على حامله تزداد رغبة مصنعي البرمجة فيه في تقديم أهم وأقوى الحلول للمستخدم، وكما هو معروف، أهم مصنعي برمجة نظم التشغيل للهواتف المحمولة هما شركتا آبل وجوجل، واللتان تصنعان برمجة “آي أو أس” و ”أندرويد”، وهناك مفاجآت مذهلة قادمة يعد بها المبرمجون، لأن المرحلة القادمة ستعتمد على قدرات الذكاء الاصطناعي لتحسين إمكانيات الحلول التي سيقدمها الهاتف المحمول.
سيتمكن الهاتف المحمول من تقديم حلول متطورة لكتابة النصوص بمختلف الخطوط وبسرعة فائقة، مع مراجعة كاملة فورية لدقة المعلومات، وسلامة البيانات، والأخطاء الإملائية. بالإضافة إلى تقديم نبذة شديدة الاختصار لمقالات مفضلة، مع قدرة بحث خارقة وغير مسبوقة حين تضع الإشارة على صورة أو اسم أو خارطة أو خبر، فتأتي المعلومات المباشرة والكاملة لما أشرت إليه. سيتمكن الجهاز من تحسين قدرات المساعد الآلي الموجود فيه، بحيث حينما تسأله عن الطقس في ميلانو سيقوم فورا بعمل حجز في مقهى لليوم التالي الذي تمت فيه جدولة تناول قهوة مع صديق في ميلانو، وإذا كان الصديق يصادف أن يوم عيد ميلاده هو اليوم التالي أيضا فيبحث الهاتف المحمول عن صورة أرشيفية لهذا الصديق ويرسلها له بعد تزيينها بعبارات ورسوم احتفائية مع عبارة تهنئة رقيقة وإرسالها له. سيتمكن مستخدمو أجهزة الأندرويد والآيفون من مراسلة بعضهم البعض بدون بروتوكولات معقدة وإزالة الصعوبات القديمة التي كانت تواجه الرسائل بين الأجهزة. التقنية الحديثة تتقدم بشكل مذهل في مجالات عديدة ومختلفة وأكثر هذه المجالات الشاهدة على ذلك هي أجهزة الهاتف المحمول التي باتت منصة للتسوق والصيرفة والدراسة والترفيه والأعمال والطب ومتابعة الأخبار وإثبات الهوية والرياضة وبيانات الصحة والمحفظة المالية. إنه باختصار أهم جهاز في حياة الناس ويزداد أهمية كل يوم.

كاتب وإعلامي سعودي