العدد 5738
الأحد 30 يونيو 2024
banner
حلم ولا فيلم!
الأحد 30 يونيو 2024

كنت أهم بالصعود إلى غرفتي عندما رن هاتفي النقال على غير العادة قبل أذان المغرب، كانت المكالمة من طرف مجهول استخدم إحدى تقنيات الإنترنت حتى يخفي رقمه! وحقيقة بدا لي أن المتصل قد يكون محتالا أو من هؤلاء مدمني اختراق الهواتف، أو الحسابات البنكية، ولأنني يومها كنت على غير العادة في حالة هدوء بعيدا عن صخب أجواء العمل، وكان حسابي البنكي يصفر إثر انتهاء الراتب منذ فترة، فقد قررت أن أجيب على المكالمة، فلا شيء أخاف على ضياعه، لا وقت ولا مال، وبالفعل أجبت على الهاتف، حيث رد عليّ شخص يتحدث بلغة عربية سليمة تماما، مؤكدا أنه يعرفني وأنني لا أعرفه، طارحا سؤالا واضحا، هل توجد لديك أية خلافات مع أي من الأشخاص، ضحكت مستنكرة سؤاله، فمن هو حتى يسألني هكذا سؤال؟ لكن الشخص الذي كان يحدثني على الطرف الآخر بات أكثر جدية وإلحاحا وتسرب إلي في لحظتها أن شيئا مريبا يحدث في الجوار لا علم لي به مطلقا، أجبت بـ “لا” على سؤاله الذي أعاده مرارا وتكرارا، وتفاجأت بأنه طلب أن يطلعني على مجموعة من المحادثات التي وقعت تحت يده، ولأنني كنت لا أزال تحت تأثير الشك والصدمة، فقد سمحت له أن يرسل لي تلك المحادثات التي وصلت لي من رقم بدا لي أنه من أرقام الإنترنت، فيما كانت المحادثات تظهر مرة واحدة وتختفي، بأسلوب يدل على حرص ذاك الشخص على أن يفتح بصيرتي على أمر مريب بعيدة أنا عنه كل البعد، وقريب هو مني كل القرب، لكن بحذر شديد من قبله.
استلمت المحادثات وبت أضرب أخماسا في أسداس من هول ما رأيت، ومن كم الأسئلة التي عبرت حينها في محيط رأسي الذي اتسع حجمه ليبلغ حجم المنطاد من كثرة التفكير.  

لم أكن لأتصور أن شخصا لا يمت لي بأية صلة لا من قريب ولا من بعيد يحمل لي كل هذه الضغينة دون مبرر واضح، دون إشكال بيني وبينه، كانت المكالمة لا تزال سارية بينما أتلقى تلك المحادثات، ووجدتني أسأل لماذا؟ فأجابني بهدوء لذلك قررت الاتصال بك ولا يوجد لدي أدنى مصلحة، شكرته وأغلقت الهاتف، وغرقت في دوامة الأسئلة التي لم تتكشف لي أو أنها تكشفت لكنني قررت أن أحتفظ بها للوقت المناسب، على أن أكتب لكم عما قريب عنها.

كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية