+A
A-

الظل يقلل من الحرارة حوالي 16 °م

قال سبحانه وتعالي في سورة فاطر"وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ ۝ وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ ۝ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ ۝ وَمَا يَسْتَوِي الأحْيَاءُ وَلا الأمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ۝".

ومن ضمن التفاسير، أن هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن والكافر، كما لا يستوي الأعمى والبصير، ولا تستوي الظلمات ولا النور، ولا يستوي الظل ولا الحرور، و لا يستوي المؤمن والكافر. كما قيل أن المقصود هو عدم استواء ظل الجنة وحرور النار.

والحرور الريح الحارة كالسموم، قال الفراء: الحرور يكون بالليل والنهار، والسموم لا يكون إلا بالنهار.

الحرور: على وزن فعول مشتقة من الحر وفيها معنى التكثير، أي الحر المؤذي، ولهذا قيل: لا يكون الحرور إلا مع شمس النهار؛ فلفظ الحرور في الآية يظهر الفرق الكبير بين الحر الشديد المؤذي، والظل البارد المريح, فهناك فرق بين شخص تحت حر الشمس يؤذيه لفحها، وآخر تحت ظل وارف تنعم نفسه بالبهجة والراحة.

إن الظل هو اهم وسائل اتقاء الحرارة؛ فهو يحجب جزء كبير من الاشعة الشمسية المباشرة، والاشعة فوق البنفسجية والاشعة الحرارية، وأهم من ذلك كله فهو يحافظ على كمية الماء للتبريد في الجسم؛ فعند فقدنا الماء سوف نضطر إلى شرب ما يقرب من 4 أضعافه في ضوء الشمس المباشر.

ولو افترضنا أن مقدار الإشعاع الشمسي عند وقت آذان الظهر في أواخر يونيو هو 1000 وات لكل متر مربع، وأن جسم الإنسان مساحته 1.5 متر مربع، فإن الجسم سيستلم طاقة شمسية قدرها 1500 وات! ولو علمنا أن الأشعة الحرارية تشكل حوالي 50% من الإشعاع الشمسي، والأشعة المرئية تشكل 42%، والأشعة فوق البنفسجية تشكل 8%، فإن الجسم بالتأكيد سيحتاج إلى ماء ليقوم بالتعرق لتجنب أضرار الأشعة الحرارية، وهذا يعني أن الظلال يقلل من حوالي 25% من تلك الطاقة. لذا، الظل بات عنصرا هاما للتبريد. لذلك أقترح على الجمعيات الخيرية إنشاء الظلال لمواق السيارات أو مكان المشي في المناطق الهامة، ولا بأس من تبريدها بمراوح تعمل بالطاقة الشمسي، على أن تكون جميلة وابداعية، على أن تأتي هذه المبادرة تحت اسم " ليس الظل كالحرور"، فهو لا يقل أهمية عن مبادرة توفير الماء في الصيف تحت مبادرة" سقيا الوالدين " أو غير ذلك.

وفي دراسات عديدة، كان متوسط ​​الفرق بين الشمس والظل 15 °م (انظر الرسم)، لذا فإن استخدام المظلة (الشمسية) يقلل من الحرارة التي نتعرض لها مباشرة، ويجب أن تكون جزءًا من قواعد اللباس في فصل الصيف. كما ان استخدام ملابس فضفاضة فاتحة اللون مع شرب المياه عند التعرق له تأثير في الحماية من ضربة الشمس وتقلل من الاجهاد الحراري. 

شكل يوضح درجة الحرارة المقاسة تحت ظل الشجرة (المظلة)  و تحت أشعة الشمس حيث يصل الفارق ظهرا ( 1 إلى 2 ظهرا) إلى حوالي 12 درجة.

كما أن الفارق قي درجة الحرارة بين اللباس الأسود واللباس الأسود يصل إلى 6 درجات؛ فإذا كانت حرارة اللباس الأبيض السطحية هي 41 ° م فإن درجة حرارة اللباس السود تكون 47° م ، لذا يكون اللون الأبيض المصنوع من القطن ( يسمح بمرور الهواء) هو خيار أفضل للباس في الصيف.

عند استلام جسمك لإشعاع حراري و لكي يتجنب الإجهاد الحراري أو ضربة الشمس يجب أن يحافظ جسمك على درجة حرارته الداخلية البالغة 36.7 °م، وهذا يتطلب من الدم والعرق تحركا لإبقائك باردا، لذا  يتبخر العرق وتبرد بشرتك، ثم يدور الدم من جلدك إلى أعضائك مما يساعد على تبريدك من الداخل، ويأخذ الدم مسار الشعيرات الدموية القريبة من سطح الجلد لإطلاق هذه الحرارة إلى الوسط البيئي؛ فترى الخدود والأذن وأطراف اليد حمراء، وبهذا الفعل فإن الجسم يحتاج إلى حرق حوالي 90 سعرة حرارية في الساعة للحفاظ على برودة جسمك.