العدد 5740
الثلاثاء 02 يوليو 2024
banner
إشكالية النفخ في قدرات “حزب الله”
الثلاثاء 02 يوليو 2024

هنا قصة تتعلق بـ “حزب الله” اللبناني، فما يجري هذه الأيام عبر الفضائيات التابعة له وتلك المتضامنة معه هو إظهار هذا الحزب على أنه من القوة والقدرة والذكاء والتسلح ما لا يمكن لإسرائيل وأميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكل القوى التي تقف ضده أن تتمكن من مواجهته أو حتى تحقيق شيء من الانتصار عليه. لكن الواقع يقول شيئا مختلفا، فهذه القوى الدولية تمتلك من القدرة والقوة والذكاء والسلاح ما يمكنها من تدمير هذا الحزب ومن معه وتدمير لبنان دون أن يعني هذا قلة حيلته وعدم قدرته على الصمود لبعض الوقت.
المؤسف أن هذه الحقيقة ترفض عقول المتأثرين بما تسوق له تلك الفضائيات تصديقها أو حتى الالتفات إليها، وهي تعتبر أن تمكن هذا الحزب من تصوير مناطق في إسرائيل بواسطة مسيرة والتهديد بضربها بما يمتلك من أسلحة - يقول إنه لم يعلن عنها بعد - يعني أن إسرائيل لم تعد قادرة على المواجهة وأنها سترفع الراية البيضاء أول ما تنشب الحرب المتوقع نشوبها في أية لحظة. واقع الحال يقول إن إسرائيل ليست وحدها، فتلك الدول وغيرها معها تؤازرها وتدعمها ولن تتخلى عنها عندما تنشب الحرب أظفارها لأن لها معها مصالح، وواقع الحال يقول أيضا إن “محور المقاومة” دون القدرة على مواجهة كل هذه الدول وما تمتلكه من أسلحة وخبرات - لم تعلن عنها بعد أيضا - أيا كان حجم الإعلام الذي يروج له، لذا فإن من الحكمة استماع هذا المحور ومؤيدوه إلى الصوت الداعي إلى تجنب التصعيد والتوقف عن النفخ في قدرات هذا الحزب، فالحرب هذه المرة لن تكون محدودة وستشمل كامل الإقليم وقد تتحول إلى حرب عالمية تأكل اليابس والأخضر وتعيد العالم كله إلى العصر الحجري.
ليس من مصلحة لبنان والقضية الفلسطينية والمنطقة ولا العالمين العربي والإسلامي النفخ في قدرات “حزب الله” والمبالغة في امتداحه فالكثرة تغلب الشجاعة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية