تعتبر تجربة مملكة البحرين في تعزيز الدبلوماسية البرلمانية من أبرز التجارب في المنطقة، لأنها وصلت إلى مستوى عالٍ من التميز في تقوية العلاقات والشراكات مع البرلمانات العالمية، وتسير بخطى حضارية مواكبة لتوجهات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، في التنمية الشاملة، والدليل على ذلك متابعتنا ما حظيت به المملكة من استضافة عالمية لاجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي لتعزيز التعايش السلمي والمجتمعات الشاملة في دورتها ١٤٦ وذلك في العام ٢٠٢٣، وأحداث استضافة القمة العربية الثالثة والثلاثين، وغيرها من مبادرات تدعو إلى تطوير العمل البرلماني وبناء جسور السلام والتعايش.
وفي نظرة تأمل فإنه يجدر بنا ونحن نشهد ذكرى الاحتفال باليوم الدولي للعمل البرلماني، أن نسلط الضوء على الإنجازات المميزة لمجلسي الشورى والنواب في المجال التشريعي والرقابي، خصوصا أن البحرين تمتلك منظومة متكاملة لتعزيز مبادئ الديمقراطية واحترام الحقوق المدنية والسياسية وتعزيز الحريات والتسامح والتعايش السلمي. لذلك فإن البحرين تحظى بفرص متميزة في المشاركة والتمثيل العالمي في مختلف المحافل الخاصة بالدبلوماسية البرلمانية وتحرص من خلال مؤسساتها التشريعية والرقابية على تنفيذ العديد من المبادرات الداعمة للأمن والسلام، لتكون بذلك أنموذجًا عالميًا يحتذى في مجال بناء العلاقات الدولية وتعزيز الشراكات مع البرلمانات وتقوية العمل الدبلوماسي.
لذلك يأتي عمود “عالم متغير” هذا الأسبوع من أجل ترسيخ معالم هذه التجربة، التي تعتبر فخرًا لجميع من ساهم في نجاحها، وللتأكيد على الأهمية العظمى التي تحظى بها مملكة البحرين في هذا المجال، مؤكدين أننا بحاجة إلى المزيد من النجاحات لأنها مصدر اعتزاز وفخر لنا جميعًا.. خصوصا ونحن نعيش مراحل تاريخية وطنية تنموية تستحق المواصلة والاستمرار فيما تحقق، لتكون البحرين كما تستحق دائمًا.
* كاتبة وأكاديمية بحرينية