العدد 5742
الخميس 04 يوليو 2024
banner
كمال الذيب
كمال الذيب
صراع السرديات (2).. من خدعة “مينسك” إلى المواجهة المسلحة
الخميس 04 يوليو 2024

في ذات العام 2014م وخلال القتال المحتدم، دعت روسيا إلى سلام تفاوضي مع أوكرانيا، فتم توقيع اتفاقيتي مينسك الأولى 2014م ومينسك الثانية في فبراير 2015م، واللتين نصتا على حكم ذاتي لسكان دونباس، وحماية الروس داخل أوكرانيا وعدم نصب أية صواريخ على حدود روسيا. إلا أن الولايات المتحدة الأميركية والقوى الغربية بوجه عام، قوَّضت هذا الاتفاق، حيث تشير تصريحات بعض المسؤولين الغربيين إلى “أن هذا الاتفاق كان مجرد إجراء تكتيكي لمنح السلطة الجديدة في أوكرانيا الوقت الكافي لإعادة بناء جيشها وقوتها العسكرية لمحاربة روسيا”. ونتذكر هنا تصريحات المستشارة الألمانية السابقة ميركل والرئيس الفرنسي السابق هولاند بأن التوقيع على اتفاق مينسك برعاية أوروبية كان “لمنح أوكرانيا الوقت الكافي لتسليح جيشها وتعزيز إمكانياتها العسكرية فقط”.
وبالرغم من انهيار اتفاقيات مينسك الثانية في 2015م، اقترح الروس مرة ثانية إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة في ديسمبر 2021م، حول قضايا توسع الناتو شرقا لتشمل قضايا الأمن والسلاح النووي وحياد أوكرانيا قبل بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة. إلا أن الولايات المتحدة رفضت الدخول في مفاوضات بشأن هذه القضايا، مؤكدة أن “توسيع الناتو ليشمل أوكرانيا ليس من شأن روسيا بل هو شأن أوكراني خاص”. ومع ذلك عرضت روسيا مجددا بعد بدء العملية العسكرية، التفاوض مجددا مع أوكرانيا برعاية تركية، وتم بالفعل التوصل إلى اتفاق جيد بالنسبة للطرفين في مارس 2022م، وكان سينهي الحرب، وشمل: (حياد أوكرانيا - وعدم نصب صواريخ أميركية على حدود روسيا - حكم ذاتي لمنطقة دونباس)، ووافق الطرفان على الاتفاق وتبادلا الأوراق تمهيدا للتصديق عليها. وفي اللحظة التي كانت الحرب ستتوقف، جاء التدخل الغربي من خلال المملكة المتحدة، لتحذير الرئيس الأوكراني من التوقيع النهائي على الاتفاق، والدعوة إلى مواصلة القتال حتى إلحاق هزيمة عسكرية بروسيا. ومنذ توقف المفاوضات في أبريل 2022م بتدخل فج من الغرب، وإلى اليوم، فقدت أوكرانيا حوالي نصف مليون قتيل وأكثر من 20 % من أراضيها. كما فقدت روسيا أكثر من 120 ألف قتيل، وتعرضت إلى آلاف العقوبات الخانقة. وللحديث صلة.
* كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .