العدد 5742
الخميس 04 يوليو 2024
banner
النقل الذكي في البحرين ودور مواقف السيارات فيه
الخميس 04 يوليو 2024

تتزايد الحاجة إلى نظم النقل الذكية مع تنامي الطلب على النقل حول العالم، وتساعد نظم النقل الذكية على استغلال مرافق النقل الحالية لتوفير طاقة استيعابية أكبر وبكفاءة أعلى دون الاعتماد الكلي على إنشاء مرافق نقل جديدة. 
 ويهدف النقل الذكي إلى تحسين كفاءة التنقل، وتقليل الازدحام المروري، وتحسين جودة الحياة للسكان، ويعتمد النقل الذكي على استخدام التكنولوجيا الرقمية لتوفير حلول مبتكرة لإدارة حركة المرور، ومواقف السيارات، وخدمات النقل العام.
وتشجع مملكة البحرين بقوة على تبني تقنيات النقل الذكي؛ ففي السنوات الأخيرة شهدت المملكة تطورًا ملحوظًا في نظم النقل الذكي في خطوة هامة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، وبما يتماشى مع التوجهات العالمية نحو المدن الذكية والمستدامة.
 وتشمل جهود البحرين في هذا المجال تطوير استراتيجيات واضحة تتضمّن تنفيذ مشاريع بنية تحتية تكنولوجية متقدمة، وتبني سياسات تحفيزية وتشجيعية للشركات الناشئة والمستثمرين في قطاع التكنولوجيا والنقل الذكي، إلى جانب تحديث الأنظمة القانونية والتنظيمية لتسهيل إدخال التقنيات الجديدة وضمان تكاملها مع البنية التحتية الحالية.
 وقد قامت البحرين بإطلاق عدة مشاريع ومبادرات لتعزيز نظم النقل الذكي فيها، ومنها نظام إدارة حركة المرور الذكي والذي يهدف إلى تحسين تدفق حركة المرور من خلال استخدام التقنيات المتقدمة مثل الإشارات المرورية الذكية التي تتكيف مع الكثافة المرورية، وتطبيقات الهواتف الذكية التي تم تطويرها لتساعد المواطنين على الوصول إلى المعلومات المرورية في الوقت الحقيقي، مثل أوقات الحافلات وتوفر مواقف السيارات، بالإضافة إلى دعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتنفيذ مشاريع النقل الذكي.
 ويمثل النقل الذكي مستقبل التنقل في البحرين، وتعد مواقف السيارات الذكية جزءًا أساسيًّا منه، حيث تسهم بشكل مباشر في تحسين تجربة التنقل وتخفيف الازدحام المروري وخاصةً في المدن الكبرى مثل المنامة، وتعتمد مواقف السيارات الذكية على تقنيات متطورة مثل أجهزة الاستشعار، وأنظمة التعرف على اللوحات الرقمية، وتقنيات إنترنت الأشياء (IoT) لجمع البيانات في الوقت الحقيقي حول توافر المواقف، وتُستخدم هذه البيانات لتوجيه السائقين إلى الأماكن الشاغرة بسرعة وفعالية، مما يقلل من الوقت المستغرق في البحث عن موقف ويخفف من الازدحام المروري في المناطق المزدحمة، ويقلل استهلاك الوقود وانبعاثات العوادم الأمر الذي ينعكس بشكلٍ إيجابي على جودة الهواء.

 ويساهم نظام مواقف السيارات الذكية في تحسين الكفاءة الاقتصادية من خلال تقليل الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الازدحام المروري، كما أن الوقت الضائع في البحث عن مواقف يمكن استغلاله في أنشطة اقتصادية أخرى، إلى جانب أن مواقف السيارات الذكية تتيح تحسين إدارة المساحات المخصصة للسيارات، وهذا من شأنه أن يحقق فوائد اقتصادية لمالك العقار.
 ومن الواضح أنّ مواقف السيارات الذكية تعزّز من تجربة المستخدمين من خلال توفير تطبيقات الهواتف الذكية التي تتيح للسائقين حجز المواقف مسبقًا، ودفع الرسوم عبر الإنترنت، والحصول على إرشادات حول كيفية الوصول إلى المواقف الشاغرة، وهذه الخدمات تجعل تجربة القيادة والوقوف أكثر سلاسة وراحة. 
 كما أن مواقف السيارات الذكية تحقق التكامل مع نظم النقل العام، مما يعزّز استخدام وسائل النقل المستدامة، فعلى سبيل المثال، يمكن توفير مواقف سيارات قريبة من محطات الحافلات أو القطارات، مما يسهل الانتقال من السيارة الخاصة إلى وسائل النقل العام، وهذا من شأنه أن يسهم في تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة ويشجع على استخدام وسائط النقل الجماعي.
 هذا بالإضافة إلى أنّ جمع البيانات بشكل مستمر عن استخدام المواقف يمكن أن يوفر رؤى قيمة لصانعي القرار لتحسين سياسات النقل والتخطيط العمراني، إذ يمكن استخدام هذه البيانات لتحليل الأنماط المرورية وتحديد المناطق التي تحتاج إلى تطوير أو تحسين في البنية التحتية.
لقد أثبتت التجربة أنّ مواقف السيارات الذكية تشكل عنصرًا أساسيًّا في نظم النقل الذكي في البحرين، ومن خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة؛ يمكن لمواقف السيارات الذكية أن توفر حلولًا مبتكرة ومستدامة لتحديات النقل في المدن الكبرى، وبتحقيق التوازن بين التكلفة والفوائد؛ يمكن للبحرين أن تكون نموذجًا رائدًا في تبني تقنيات النقل الذكي في المنطقة والعالم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية