العدد 5797
الأربعاء 28 أغسطس 2024
العام الدراسي الجديد وتطلعات وطن
الأربعاء 28 أغسطس 2024

مع مطلع شهر سبتمبر ومنتصفه يبدأ العام الدراسي لعام 2024 في معظم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث تستقبل المدارس الحكومية والخاصة طلبتها، سائلا المولى عز وجل أن يكون هذا العام أفضل من الأعوام السابقة من كل النواحي، وبما يسهم في إعداد الأبناء وتأهيلهم وتزويدهم بالعلم والمعرفة ليكونوا صناع المستقبل في دولهم، وليسهموا في بناء حاضر أوطانهم في ضوء متطلبات العصر والنهضة العلمية، وبما يتماشى مع اقتصاد المعرفة، ويتسق مع التوجهات العالمية والثورة الصناعية الكبرى الحالية والقادمة، لذا نناشد الجهة المختصة والحكومة أن تأخذ في الاعتبار هذا التطور السريع في الثورة الصناعية والعلمية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتصنيع والأمن الغذائي على محمل الجد، وأن تسعى الدول لتغيير المناهج وتطويرها بما يتماشى مع متطلبات النهضة العلمية القادمة والرؤية المستقبلية لكل دولة.
ومن هنا علينا تجاوز الأساليب القديمة في التعليم وتقليل الواجبات على الطالب وتفتيش الدفاتر وحفظ الدروس وغيرها، فلكل زمن طبيعته ووسائله، ولكل مرحلة احتياجاتها، والعصر القادم هو عصر الإبداع والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والإنترنت ومقاييس الجودة والابتكار والاختراعات، فالتعليم والمناهج على الخصوص يجب تخفيفها على الطلبة الصغار، وأن تكون وسيلة التدريس تعتمد على المنهج العلمي الخفيف والمدروس وفق رؤية يستفيد منها الطالب أساسها الثقافة واللغات والدين لتعويضهم عما فات ولتحقيق إنجازات على كل المستويات، ولتصبح دولنا الخليجية منتجة ومصدرة وعلمية ومواكبة للدول المتقدمة في المجالات كافة. وهنا أجزم أن الأزمات العالمية القادمة تتطلب إيجاد جيل واعٍ وقادر على مواجهة هذه الأزمات من خلال الارتفاع بمستويات مخرجات التعليم بشكل كبير مما هي عليه الآن، وتطوير المناهج والتعليم بما يلبي احتياجات السوق المحلي، فالمستقبل يتطلب تعليما يختلف عن الحفظ وقصة سلامة والكلب والمزرعة.  مع الوضع في الاعتبار أيضا أن نعلم أولادنا تاريخنا وحضارتنا العريقة، وأن نعرفهم علماءنا وسير قادتنا العظماء وإنجازاتهم.
بالإضافة إلى المنهج الجديد المركز على الإبداع والاختراع والتصنيع والابتكار، بدلا من تقديم بحوث مكتبية جاهزة ومشتراة من المكتبات.
فمن خلال التعليم الممنهج يمكننا بناء وتنويع وتطوير الاقتصاد الوطني بكل قطاعاته، ويمكننا صناعة أدويتنا وتأمين غذائنا، وتوفير سلاحنا، لذا يفترض أن نعيد حساباتنا وأسلوب تعاطينا مع التعليم حسب الرؤية الجديدة وبطريقة لا تنفر بل تحبب أولادنا وبناتنا العلم والتعلم.
فبين عام انقضى، وبين عام آتٍ، كثير من الأمنيات والتطلعات نرغب برؤيتها ونتطلع لتحقيقها، ونحن في سلطنة عمان نأمل أن يكون عامنا الجديد أفضل بكثير من الأعوام السابقة، ونتطلع لرؤية كل الدول الخليجية في مستوى علمي رفيع لا تقل عن الدول الأكثر تطورا في هذا المجال والسير في الاتجاه الصحيح، فسقف الطموح والآمال لا يقتصر على تحسين المناهج فقط، بل يجب التعاطي مع كل ما يتعلق بالتدريس من الألف إلى الياء، فمثلا، ناقلات الطلاب، وأكل المقاصف، والنظافة المدرسية، والواجبات المنزلية، والدوام الطويل وحرارة الصيف، وكثافة المنهج، هذه كلها تحتاج لمبادرات وحلول.. والله من وراء القصد.
 
كاتب ومحلل سياسي عماني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .