العدد 5825
الأربعاء 25 سبتمبر 2024
ظفار العمانية زهرة السياحة الخليجية
الأربعاء 25 سبتمبر 2024

اختتم موسم خريف محافظة ظفار العمانية بفعالياته المتعددة، والذي استقطب أكثر من مليون زائر وسائح، والطموح والآمال تزداد سنويا بزيادة العدد، خصوصا من دول مجلس التعاون الخليجي لقرب المسافة وجمال الطبيعة، ولما تمتاز به من مقومات سياحية متعددة وشواطئ جميلة ورمال وعيون مائية كثيرة ومسطحات خضراء مع رذاذ متواصل وأمطار من منتصف يونيو إلى أواخر سبتمبر من كل عام. كما تتواكب مع الموسم الخريفي الممطر فعاليات متعددة ثقافية وفنية ورياضية ومسابقات جاذبة للسياح والزوار، وهو ما تحقق هذا العام، وقد أشاد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم مؤخرا خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء بالجهود المبذولة والفعاليات والبرامج الموجهة لاستقطاب السياح إلى محافظة ظفار من كل حدب وصوب، خصوصا أن السياحة ‏باتت صناعة وجزءا رئيسا من الاقتصاد.
واليوم نرى محافظة ظفار تتجه لهذه الصناعة والترفيه من خلال الاهتمام غير المسبوق بالسياح وزيادة الفعاليات وتطوير البنية التحتية، بمتابعة دؤوبة من صاحب السمو محافظ ظفار الذي يسعى لجعلها قبلة للسياحة العربية والعالمية، فضلاً عن وجود جميع مقومات النجاح المطلوبة. فلم تعد السياحة ترفا، لكنها ضرورة وتؤدي دورا رئيسا في اقتصاديات الكثير من الدول، حيث تعتبر مصدرا مهما من مصادر الدخل القومي، وبما أننا نسعى في سلطنة عمان لتنويع مصادر الدخل يتحتم علينا أن نوليها مزيدا من الاهتمام، لتصبح عمان دولة جذب على خريطة السياحة العالمية، فالمقومات عندنا تتفوق على ما لدى دول كثيرة تمكنت من تحقيق معدلات نمو مرتفعة للناتج السياحي وزيادة السياح والزوار إليها، مع عامل مهم من عوامل التقريب بين الثقافات المختلفة لشعوب العالم. لقد تغنى العشرات من السياح من الدول الخليجية والعربية بمقومات ظفار السياحية وجمال طبيعتها المتميزة والأمان حتى أصبحت ملاذا لأبناء دول مجلس التعاون الخليجي لزيارتها. 

لقرب الثقافات والعادات والأسعار المتناولة للجميع، والذين أشادوا بسلسلة وتنوع تضاريسها ومتحف اللبان والشواطئ والصحاري والأسواق الشعبية وشاطئ الدهاريز الذي يستقطب العشرات من السياح حتى مطلع الفجر. 
لذا نحن بحاجة لاستراتيجية ورؤية سياحية للمحافظة السياحية مختلفة، وإذا كانت موجودة فعلينا الإسراع فيها وتخصيص مبالغ لها، فلابد أن يكون تطوير السياحة تحديا حقيقيا ونعطيه طابع الاستدامة والديمومة، ولن يتأتى هذا إلا بخطة واضحة المعالم، فظفار زهرة السياحة العربية في موسم الصيف الذي ترتفع فيه الحرارة لأكثر من 45 درجة، وظفار لا تتجاوز 28 درجة أو أكثر قليلا أو أقل من ذلك بكثير، في الجبل لا تصل لـ 15 درجة. فكرة رائعة أقدمت عليها وزارة التراث والسياحة باستقطاب وكلاء السفر والسياحة في دول مجلس التعاون الخليجي في الخارج لزيارة المحافظة في موسم الربيع ـ المسمى الصرب في المحافظة ـ للتعرف على المزايا السياحية التي يحصل عليها السائح والتي لا يجدها في سلطنة عمان.
ولعل أبرز المطالب سرعة إصدار التأشيرات السياحية دون تعقيدات عبر تطبيق إلكتروني يشمل كل الجهات المعنية بهذه التأشيرات، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على أمننا، وهناك الكثير من الإمكانات الواعدة في الاقتصاد العماني يجب العمل على تعظيمها، من بينها الحوافز الضريبية والقدرة على توفير الأراضي اللازمة للمستثمرين لبناء فنادق ومنتجعات وتوافر البنية التحتية، وهي مزايا يمكن تطويرها وتقديمها بشكل أفضل للراغبين في الاستثمار بالقطاع السياحي في محافظة ظفار. هناك بعض التحديات تتطلب تحركا سريعا لمعالجتها، والتي تواجه السياح خلال كل موسم، مثل الازدحام المروري في بعض الطرقات المرورية، والتي تتطلب التدخل لعلاجها، وعقد مؤتمر كبير بعنوان (الاستثمار في ظفار)، خصوصا أن ظفار العمانية زهرة السياحة الخليجية، وتمتاز بمقومات تؤهلها لاستقطاب أكبر عدد من السياح والاستثمارات الكبرى، وهي فرصة لرجال الأعمال والشركات الكبرى في دول مجلس التعاون الخليجي لضخ الأموال في منطقة آمنة ومزدهرة وسياحية وقادمة بقوة كونها تتميز بمواصفات ومقومات عديدة تجعلها قبلة للسياحة الخليجية والعربية في الصيف أفضل من مناطق أصبحت لا تطاق من شدة حرارة الطقس وغيرها.. والله من وراء القصد.


كاتب ومحلل سياسي عماني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية