العدد 5827
الجمعة 27 سبتمبر 2024
انعدام روح التقارب بين المتلقي والفنان التشكيلي
الجمعة 27 سبتمبر 2024

يرى البعض أن المدارس الفنية في ساحتنا المحلية تزداد يوما بعد يوم عن غير وعي أو هضم لتلك المدارس، غير أنني أقول إن التقدم الفني لا يكون إلا عن طريق التجارب، وعلى كل فنان أن يتابع بجهد وإيمان عمله الفني متحديا الصعوبات التي تعترض سبيله حتى يتم له هضم المبادئ الفنية التي يعتمد عليها في مدرسته حتى يتمكن منها كل التمكن ليأتي عمله بالأصالة مطبوعا بطابع الصدق والإخلاص للعمل، خصوصا أن ساحتنا المحلية التشكيلية ساحة خصبة وكانت منبتا للمواهب منذ زمن طويل ولا تزال، فقبولنا المدارس الفنية على اختلافها قائم على إيماننا بضرورة وجود حقل واسع من التجارب والخبرة، فالفنان الخليق بهذا الاسم لا يبلغ فنه المراتب الأصيلة العالية إلا بعد جهاد طويل في إقناع الجمهور - بالعمل طبعا - وجهاد طويل مع المادة، حيث لا تنفك تقاومه المادة التي يبدع منها عمله الفني.

حضرت مؤخرا معرضا فنيا وجدت فيه العديد من الاتجاهات والمواضيع، بعضها قريب من أذواق المتلقي، وبعضها الآخر بعيد، لكن الفنان ليس خاضعا أولا وأخيرا لرغبات المتلقي ونعني الجمهور، إنما ينسجم عمله مع أحاسيسهم كلما كانت موضوعاته ألصق بحياتهم، بأفراحهم وأتراحهم مهما اختلف الأسلوب الذي نتبعه.

قبل سنوات دار حديث بيني وبين الفنان القدير إبراهيم بوسعد، والناقد الصديق محمد البنكي رحمه الله، عن الأعمال والتجارب الفنية للشباب والمواهب الذين تلقوا جانبا من دراستهم الفنية في البحرين أو في الخارج، وعادوا إلينا بطرق وأساليب منها القديمة ومنها الحديثة التي أغنت مسيرتنا في الفن التشكيلي بالمزيد من الأعمال، لكن ما حذر منه الصديق الراحل البنكي – كما أذكر – انعدام روح التقارب بين المتلقي في المجتمع البحريني والفنان التشكيلي، وهذا ما يحصل لنا اليوم في أغلب المعارض التي تقام في الجمعيات والمراسم الخاصة.

* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية