عالمنا اليوم يواجه موقفا بالغ الصعوبة من حيث القلق الشديد على المصير والمستقبل، وفي غمرة الظروف الدقيقة والصعبة، تحمل مملكة البحرين المسؤولية التاريخية تجاه مختلف القضايا الدولية، والصدق والعمق وقول الحق وتردده باستمرار وتقوم بنشاط واسع النطاق وتضرب أروع الأمثلة في سبيل تقدم وازدهار شعوب العالم، ولا تزال الكلمة السامية التي ألقاها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه خلال المناقشة العامة لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها التاسعة والسبعين المنعقدة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، حديث الأوساط الدولية، لما تضمنته من الاضطلاع بالمهمات المصيرية التي تستلزم مضاعفة الجهود والعمل المشترك وتدعيم المواقف التي أصبحت ضرورة ملحة تفرضها مستلزمات الواقع.
يقول سموه حفظه الله ورعاه في كلمته “الأزمات لا يجب التعامل معها بمعزلٍ عن بعضها البعض، فهي مُترابطةٌ وتشكل تهديدا ممنهجا للبشرية، ومن الضروري أن تتحد الدول التي تتلاقى حول ذات الرؤى والأفكار، بهدف إحياء وإصلاح وتجديد مؤسساتنا لمعالجة التحديات الكبيرة التي نواجهها اليوم، ولتنفيذ الالتزامات الطموحة التي حددها إطار أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وميثاق المستقبل الذي تم اعتماده مؤخراً، ويمكن تحقيق ذلك فقط من خلال إصلاح شامل للنظام يتضمن منظمات حيوية متعددة الأطراف مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة الصحة العالمية، وكذلك الأمم المتحدة”.
إن مملكة البحرين تعرف هذه التحديات وتفهم جوهرها وأبعادها المختلفة، وبالتالي تحدد الأساليب والوسائل الكفيلة التي تجنب البشرية الويلات والأزمات، وترسم الاستراتيجية والعملية الفاعلة باتجاه الهدف المنشود، وستظل تبذل المزيد من الجهد المثابر من أجل إرشاد المجتمعات إلى المسارات الصائبة المؤدية إلى النجاح.
*كاتب بحريني