العدد 5831
الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
متى يعود لبنان إلى فردوسه السليب؟
الثلاثاء 01 أكتوبر 2024

في غمرة الظروف الدقيقة والصعبة التي يمر بها لبنان الشقيق، ينبغي أن يقف الجميع مع مصالح الشعب وأمانيه، وكما قال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري “لبنان يبقى فوق الجميع، فوق الأحزاب والطوائف والمصالح مهما كانت، وتخفيف معاناة شعبنا وأهلنا من كل المناطق أولوية وطنية، لا حزبية ولا طائفية ولا فئوية. الحفاظ على لبنان وطنا لكل أبنائه لا يتم إلا بوحدتنا جميعا، المطلوب الآن من الجميع التعالي فوق الخلافات والأنانيات للوصول ببلدنا إلى شاطئ الأمان”.
ما يسمى بحزب الله صادر إرادة الدولة اللبنانية، ووضع عروبة لبنان على المحك، وكان لابد من حصول هذه التحولات الجذرية والمواجهة، فإن لم يستفد لبنان من تجاربه الصعبة والمرة ويوحد كلمته ويرص صفوفه بجميع أطيافه، ويسير بخطوات ثابتة، ويحسب الحساب الدقيق لكل الاحتمالات، لن يتغير شيء وسيمتد أجل الأزمة والضياع، لأن المواطن اللبناني هو وحده الذي يعرف واقعه وأبعاده الحقيقية، وجذور الأمراض الطائفية في أعماق مجتمعه حتى ظهرت على سطح الحياة وحصل ما حصل من عصبيات وصراع أحزاب وحروب وتطاحن واضطرابات وخلل في بنية المجتمع بل وفي التفكير أيضا. على الأشقاء اللبنانيين بجميع طوائفهم التصدي للأخطار التي داهمت وطنهم، أهمها التنابذ والأحقاد والصراع والعصبيات، فقد كفى الغرق في مستنقعاتها ردحا طويلا من الزمن، ولخدمة أغراض سياسية ومخططات مرتبطة بأهداف واستراتيجيات، والخاسر الأكبر هو الشعب نفسه الذي تعطلت طاقاته وموروثاته العميقة ولم يعد في برنامجه اليومي غير طوفان الخلافات وأصوات المدافع والرشاشات والألم والحزن والمرارة.
أمنياتنا القلبية أن يكون المواطن اللبناني الشقيق في مستوى هذا التحدي الصعب الذي يتطلب تجاوز الخلافات للوصول ببلدهم إلى شاطئ الأمان وطمس كل آثار المعاناة والانفلات والعودة إلى فردوسهم السليب.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية