تناولنا في المقال السابق إدارة أزمات الطيران وبعض ما تقوم به شركات الطيران لإدارة الاضطرابات بصورة فعّالة. لكن باعتقادنا أن هذا غير كافٍ لأن يكون المسافر على دراية كاملة بحقوقه وواجباته، وفقًا للوائح السفر التجاري وقوانينه. فالمسافر عندما يشتري تذكرة السفر، فذلك لا يعني علمه الكامل بكافة حقوقه أثناء الرحلة، حيث إن تذكرة السفر لا تتضمّن تفاصيل تعويضية أثناء حدوث الاضطرابات على سبيل المثال.
على سبيل المثال لا الحصر، المملكة العربية السعودية، ممثلة بالهيئة العامة للطيران المدني، أصدرت لوائح تنظيمية مفصّلة لحقوق والتزامات المسافر تشمل كل من الأمتعة، إلغاء الرحلات أو تقديمها أو تأخيرها، تخفيض درجة السفر (على سبيل المثال من درجة رجال الأعمال إلى الدرجة الاقتصادية)، رفض الإركاب، وتشمل اللوائح كذلك تنظيم المسافرين من الأشخاص ذوي الإعاقة وذوي المتطلّبات الخاصة.
فمن حقوق المسافر المنشورة بشكل واضح، أن يلتزم الناقل الجوي بتحديث حالة الرحلة وأية تأخيرات إضافية كل (30) دقيقة، وتُعامل مُدَد التأخير المُتتابعة لذات الرحلة على أنها مدة مُتصلة.
كما يُحتسب التعويض الناتج عن التأخير على أساس وقت وصول الرحلة الفعلي للمسافر مقارنةً بوقت الوصول المُحدَّد في الحجز.
فهناك تعويضات خاصة إذا كان إجمالي مدة التأخير للرحلة (3) ثلاث ساعات إلى (6) ست ساعات، وتتضاعف هذه التعويضات ثلاث مرات إذا كان إجمالي مدة التأخير للرحلة أكثر من (6) ست ساعات.
كما يحق للمسافر مطالبة الناقل الجوي بفسخ التعاقد في حال تأخّر مغادرة الرحلة لمدة تزيد عن (2) ساعتين واسترداد كامل قيمة التذكرة فقط، دون خصم أية رسوم. أما في حال امتداد تأخير الرحلة لأكثر من (5) خمس ساعات؛ يحق للمسافر اعتبار الرحلة على أنها ملغاة، والحصول على التعويض وفقًا لأحكام الإلغاء الواردة في هذه اللائحة.
وكمثال آخر، ما يتعلق بالمسافرين من الأشخاص ذوي الإعاقة وذوي المتطلّبات الخاصة. فكما يجب على المسافرِ من الأشخاص ذوي الإعاقة وذوي المتطلّبات الخاصة الإفصاح للناقل الجوي بشكلٍ واضحٍ عن حالتهِ عند إنشاءِ الحجز وتقديم ما يثبت ذلك للناقلِ الجوي، فإن ذلك يلزم الناقل الجوي بالسماح للمسافرين من الأشخاص ذوي الإعاقة وذوي المتطلّبات الخاصة باصطحاب الأجهزة والمعدات اللازمة للحركة مجانًا، بالإضافة للوزن المسموح به للمسافر، واعتبارها كأمتعة ذات أولوية.
ختامًا، ما ذكرناه أعلاه مجرد نماذج لبعض لوائح المسافرين في المملكة العربية السعودية، وجدير بالاهتمام أن يطلع المسافر على اللوائح المشتملة على كافة حقوقه قبل السفر، كي يدرك الفائدة المرجوة.